اتركوا الحيوانات رجاء .. فهي لا تعرف السياسة بقلم :  عزيز لعويسي

admin7 مايو 2025آخر تحديث :
اتركوا الحيوانات رجاء .. فهي لا تعرف السياسة بقلم :  عزيز لعويسي

اتركوا الحيوانات رجاء .. فهي لا تعرف السياسة

بقلم :  عزيز لعويسي

بعدما أصبحت الكلاب والذئاب والحمير والبغال وما فوقها وما تحتها، في صلب الخطاب السياسي، وأدوات مطواعة أمام الفاعلين الحزبيين والسياسيين، للهجـوم على الخصوم واستفزازهم وتصغيرهم ، لأهداف ومصالح انتخابوية وسياسوية ضيقة ، لـو كان بإمكـــان هذه الحيوانات “المغلوب على أمرها” وغيرها، أن تحتج، لهرولت إلى الشوارع مثنى وثلاث ورباع …، لتعبـر عن رفضها التام، استعمالها كأسلحة وضيعة، في حلبة سياسية،  الغالب فيها من يجيد “التسنطيحة” و”تخراج العينين”، والبارع فيها، من  يتفنن في “المعاطية السياسية”، ويتغير كما تتغير ألوان الحربـاء، وربمـا تقدمت بشكــايات من أجل السب والإهانة والإســاءة والتحقير والعنصرية، ضد كل فاعل سياسي، افتض بكرة السياسة، وجردها من الشرف والكبرياء، كان بإمكانها أن تدافع بشراسة، عن القيمة والسمعة والشرف، وتنشر غسيل “شناقة السياسة” أمام الملأ، لكن ليس لها  حول ولا قوة، وليس أمامها من خيــار أو بديل، سوى “الفرجة” في سياق سوسيوثقافي، تحولت فيه السياسة إلى فرجة، واللاعبين فيها، إلى صناع بارعين لها؛

“الحمير” و”الكلاب” التي تم الدفع بها، نحو معارك سياسوية جبانة، لا ناقة لها فيها ولا جمل، يحسب لها أنها تمتلك، قيما وخصالا، ربما يفتقدها الكثيــر من الفاعلين السياسيين، فهي صبـورة وتتحمل الكثير من المشاق والصعاب، وتعلن الوفاء والولاء لمن يتولى رعايتها، ومخلصة ومجتهدة ومكافحة، لا تعرف الجشع والطمع والأنانية والمصلحة العمياء، وليس في قاموسهــا فساد أو عبث أو وصولية أو انتهازية أو براغماتية، وليس في منجدها سرقة أو خيانة أمانة، أو شعبوية أو عنترية أو كوفية أو قومجية، أو حربائية وازدواجية مواقف …

في الحيوانات على الأقل التي تعيش بين ظهرانينا، قيم وخصال حميدة، يسخرها بكل أسف، الفاعلون السياسيون، كأدوات وضيعة لسب وإهانة وتحقير الخصوم السياسيين،  وإفساد الحقل السياسي، وكان من الأجدر، أن يتأملها كل فاعل سياسي، ويتفحص ما يميزها، من قيم وخصائص، لتطويـر السلوك والأداء السياسي، والارتقـــاء بمستوى الممارسة السياسية، والإسهام في خلق مناخ سياسي، مبني أولا، على قيم المسؤولية والاحترام والتقدير والاعتبار، وثانيا، على خدمة المصلحة العليا للوطن، والاستجابة لتطلعات وانتظارات المواطنين، الذين يعدون، عصبة الحياة الديمقراطية والسياسية؛

وبما أن هذه الحيوانات البريئة، يتم الزج بها في النزالات السياسوية الوضيعة، ولا منبر لها لإيصال الصوت، ولا سلطة لها للتعبير عن المظلومية والترافع عن الحق، فيكفيهـا شرفا، أنها صبـورة وخدومة ومتحملة وملتزمة، ومتجـردة من كل مشاعر الوقاحة والأنانية والتسلط والعنتريات والحقد والضغينة،  ولا يهمهـا كراسي ولا مناصب ولا مكاسب، ولا حملات انتخابوية ولا برلمان ولا حكومة،  إلا الوطن الذي يعد بيتها ومستقرها المشترك، يكفيها فخرا، أن أياديها بيضاء، لم تمس يوما، مالا عاما، ولا تعــرف إلا النزاهة والاستقامة، يكفيها أن مواقفها ثابتة وواضحة، في زمن سياسي بئيس، الأشطر فيه من يغير ألـــوانه كالحرباء، والذكي من يستغل أنصاف الفرص، للركض والارتقــاء والبقاء تحت الضوء ما استطاع إلى ذلك سبيـــلا…، أما الوطن، فهو مجرد كلمة نبيلة، تذوب كقطعة ثلج باردة، تحت أشعة الجشع والأنانية المفرطة، ولهب المصالح والمكاسب والكراسي …

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة