أصداء مازغان : حسن شويري
نظم مختبر التاريخ، العلم والمجتمع (الجديدة)، ومختبر السيميائيات وتحليل الخطابات الأدبية والفنية (ابن مسيك) بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة التابعة لجامعة شعيب الدكالي ندوة وطنية حول موضوع ” التمثلات الذهنية والثقافية لجائحة كوفيد-19(حالة المغرب) .”
وقد حددت اللجنة العلمية أنشطة الندوة الوطنية في يومي الثلاثاء(19) والأربعاء(20) من شهر دجنبر الجاري.
ويذكر أن هذه الندوة قد افتتحت بكلمات لكل من رئيس جامعة شعيب الدكالي السيد عز الدين عازم الذي نوه بالقيمة المعرفية للموضوع الذي اختارته اللجنة العلمية، حيث أثنى على راهنية سؤال التمثلات الذهنية والثقافية لجائحة كورونا التي كانت بمثابة حافز على إعادة النظر في الذات والعالم من خلال تجديد الأسئلة الثقافية والمعرفية في شتى المجالات.
وفي السياق ذاته، أشار عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة السيد محمد يعو إلى التدابير التي قامت بها الدولة المغربية لكبح جماح كوفيد 19، في مختلف المجالات الثقافية والتعليمية والاقتصادية..
أما مدير مختبر التاريخ، والعلم والمجتمع، السيد عبد المجيد نوسي، فقد نبه إلى التحول الذهني والمعرفي والإنساني الذي حتمته جائحة كوفيد 19 بالمغرب، وأهمية مواكبة هذه التحولات من خلال أبحاث أكاديمية رصينة تؤسس لمثل هذه الخطابات، تاريخيا وابستمولوجيا ومعرفيا قصد فهم التمثلات الذهنية والثقافية…وما طرأ على الإنسانية والمؤسسات على حد سواء من إبدالات في التفكير والرؤى…
طرح المتدخلون جملة من الإشكالات ذات الصلة بخطاب الوباء الذي ظهر مع ظهور كوفيد -19، فقد طرح الباحث عادل حدجامي في الجلسة الأولى التي ترأسها الاستاذ “محمد نعيم”، إشكالية الصحة والمرض انطلاقا من زاوية فلسفية، فقد رأى في المرض نوعا من التحول في العلاقة بالوجود بمختلف أبعاده. وفي السياق ذاته، طرح الباحث عبد الهادي مفتاح مسألة التوظيف الإيديولوجي للجائحة، حيث أكد على أن خطاب الجائحة لا يمكن النظر إليه من خلال ثنائية الصحة والاعتلال، بل هو توظيف إيديولوجي له طموحاته وأهدافه وغاياته السياسية والفكرية والاقتصادية.
أما الباحث السيميائي عبد المجيد نوسي، فقد قدم تحليلا سيميائيا لخطاب الحملات التحسيسة بمختلف تمظهراتها، وحاول استجلاء مختلف الاستراتيجيات التواصلية التي اعتمدتها الجهات الرسمية للدولة المغربية بغية تحسيس المواطن بخطورة الجائحة.
أما الباحث أحمد كازى، فقد تناول ثنائية ” العزلة والتدين” في زمن الجائحة، حيث أكد على أن العزلة التي فرضتها الجائحة لها طابع إيجابي يتجلى في إعادة تفكير الذوات في الإنسان والوجود…
أما الجلسة الثانية، فقد ترأسها الأستاذ محمد البوبكري، وشارك فيها الباحث محمد الشيخ بمداخلة طرح من خلالها مفهوم “الماليخوليا” من حيث النشأة والامتداد، مركزا على مقالة إسحاق بن عمران الموسومة ب” مقالة في الماليخوليا” التي ارتبطت بالتفكير الطبي القديم، كما دعا الطلبة الباحثين إلى ضرورة العناية بالتراث الفلسفي العربي الإسلامي، إلى جانب الاهتمام بالفلسفة الحديثة.
أما الباحث محمد نعيم، فقد سلط الضوء على ” الإطار النظري للطب العربي”، وذلك بالعودة إلى إسهامات وجهود الفلاسفة العرب والمسلمين، مركزا على مفهوم ” الأخلاط” الذي بُني عليه الفكر الفلسفي الطبي القديم لدى العرب.
جدير بالذكر، أن أشكال هذه الندوة العلمية قد حظيت بحضور الكثير من الباحثين في مختلف الحقول المعرفية الذين تفاعلوا مع المداخلات العلمية لجل الباحثين بأسئلة وإضافات ورؤى مختلفة، لا سيما طلبة كليتي الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة وابن مسيك.
وتستمر أنشطة هذه الندوة الوطنية ليومها الثاني غدا الأربعاء 20 دجنبر، ابتداء من الساعة التاسعة صباحا وانتهاء عند الساعة مساء.
