( الشيشة وتهور يافعات )
بقلم : حسن فضال
في وسط زحام الحياة وتعقيداتها انقلبت المفاهيم تشكلت ممارسات وسمت هذه العقود الأخيرة وميزتها وجعلتها تطفو معلنة حربا شنعاء على كل القيم الجميلة والأخلاق السامية جردت بنات حواء من أبهى حلة الحياء والحشمة وقف الكل مدهوشا ومستسلما كاستسلام الصخر تحت شلال هائج الامكنة التي كانت حكرا على الرجال غزاها الجنس اللطيف شاهرا منطق الحرية التي سممته الشعارات المغرضة في ظل هذه المتاهات اضحت المقاهي ملاذ الفاتنات بجمال رباني لايضاهيه الا جمال رائدات الفضائيات اللواتي ينفقن الأوراق الخضراء لتغيير ملامحهن بمساحيق وعمليات تبذل خلقتهن هناء وصفاء ورانيا وهدى اسماء تاويها مقاهي الشيشة حيث تطا قدماك هذه العتبات ياخذ لبك صدور مكشوفة وسيقان وشمت بنقوش على غرار حالقي الرؤوس هناك وادرع زركشت بعبارات مريبة الكل يتمايل ويقهقر وكان نشوى الشيشة تطمس الواقع وتحلق بالافئدة في عوالم لايحس بها الا المنتشي الادخنة تكسو المكان وكأنه مدينة ضباب في عز الحر .
وأنا اتلصص هذه المشاهد في ذهول قادني فضولي لأتبين سر هذا الشدود لماذا شدود؟ خدش الأنوثة والتعرية من الوقار انخرطت فيه كل الفئات النسائية بدءا من التلميذة والطالبة والموظفة وحتى ربات البيوت حسناوات ينتمين إلى طبقات ميسورة لم يعشن العوز ولم يعرفن الحرمان هي الموضة العصرية هي الثورة على الاعراف. وانا اهم بالمغاذرة اجتر مرارة مارصدته وقلبي يعتصر اتحسر على كرامة اضاعتها هناء وصفاء ورانيا وهدى لم اثوان في الوشوشةبصوت غير مسموع اهو انفلات وتشردم فرضته ثقافة العصر المنفتحة على كل ماهو مباح بدون قيود اهي البشائر التي أنذر بها الرسول (ص) الخشية من الفتنة لأنها علامة من علامات يوم القيامة تعاقب بها بنات حواء في الأرض قبل السماء جراء خطاياه ؟
