أصداء مازغان : صوفي مصطفى
استضاف المركز الثقافي الأمريكي بمدينة الدار البيضاء، في الثامن والعشرين من شهر يناير الماضي، عرض مسرحية جديدة بعنوان “تخرشيش”، وهي من اخراج وسينوغرافيا الفنان عبد الفتاح عشيق.
المسرحية، التي تعرض بدعم من الصندوق العربي للثقافة والفن، بتنسيق مع جمعية الكواليس للثقافة والفن، قدمت في قبو المركز، كفكرة من إعداد وإخراج، في أقبية المنازل والمراكز الثقافية، وهو انفتاح على الأماكن الممكنة والمتاحة وطبيعة الموضوع تفرض هذه الأمكنة.
فريق عمل هذه المسرحية(م كنحس بوالو من غير الخوى” يضم في التشخيص، هدى أجبيلي وأسية البراح، في الخلية التقنية خولة رابح صهيب الخراز زكرياء راتب، تسييرالنقاش إيمان جلال، التواصل لإيمان الشرقي، وإدارة المشروع لأسية البراح.
هذه التجربة تسعى إلى خلق نقاش حول ظاهرة زنا المحارم، وتكسير الصمت حولها داخل المجتمع المغربي. كما يحكي العرض قصة “حادة” و”محجوبة”، امرأتين محاصرتين داخل عالم تحكمه سلطة الأب، بعد وفاته، تجد حادة ومحجوبة نفسيهما أمام قرار مصيري: الخروج إلى العالم الآخر أو التقوقع داخل دائرة الأمان؟.
يسافر العرض المسرحي إلى ذاكرة نساء مغتصبات، ويغوص في أعماق ذواتهن، مما يوجه الطرح المسرحي نحو التحليل السيكولوجي لضحايا الاغتصاب والعنف الأسري.
تمزج الرؤية الاخراجية لتجربة “تخرشيش” كل من الوظائف الاجتماعية، العلاجية والجمالية للمسرح، من خلال الانفتاح على أدوات مسرحية وغير مسرحية داخل إطار تجريبي ينقل المتلقي، إلى عالم حادة ومحجوبة.
كما تستمد التجربة أسسها من شهادات حية لنساء، وفتيات تعرضن الاغتصاب والتعنيف من قبل آبائهن وأفراد عائلاتهن. حيث تم تجميع تلك الشهادات من تصريحات صحفية، وبرامج إذاعية لتشكل موضوع بحث ونقاش لإقامة فنية نظمتها جمعية الكواليس داخل قبو مهجور قام من خلالها كل فريق العمل من تحديد الإطار المحيط بالمشروع، وتولدت عنها الارهاصات الأولى للعرض.
يهدف هذا للعرض من خلال جولته بدور العرض والفضاءات المغلقة إلى فتح باب النقاش حول ظاهرة زنا المحارم والاغتصاب، داخل المجتمعات الذكورية. بعد نهاية العرض، تعطى الكلمة للجمهور لمشاركة آرائهم/هن حول الموضوع. يترك الميكروفون مفتوحا للمتفرجين/ات لكي يعبروا/ن عن مشاعر مشاعرهم/ن آراءهم/ن تجاه الموضوع.
ويقوم مسير جلسة النقاش بتنظيم تدخلات المتفرجين في إطار تفاعلي ينبني على مبدأي المساواة وحرية التعبير، وإلى جانب الأبعاد السيكولوجية والجمالية والاجتماعية، ترمي هذه التجربة إلى تشكيل أرضية صلبة للبحث في ظاهرة مجتمعية معقدة وحساسة تشكل واحدة من طابوهات المجتمع، ودلك من خلال الاستعانة باستمارة التوعية والتحسيس بظاهرة الاغتصاب وزنى المحارم.