جديد الكاتب والإعلامي محمد الصفى ( قصيدة من وحي لوحة ) يرى النور في حلة أنيقة

admin13 فبراير 2023آخر تحديث :
جديد الكاتب والإعلامي محمد الصفى ( قصيدة من وحي لوحة ) يرى النور في حلة أنيقة

أصداء مازغان : المراسل

في حلة أنيقة وجذابة صدر مؤخرا للكاتب والإعلامي محمد الصفى منجزه الرابع الموسوم ب ( قصيدة من وحي لوحة ) وذلك عن دار النشر بصمة للكتاب ، بحيث يعتبر هذا المنجز كما عبر عنه معده جسر تواصل وتلاقح بين الفن التشكيلي والقصيدة الشعرية من خلال باقة فريدة من اللوحات على اختلاف مستوياتها ومدارسها الفنية لمجموعة من الفنانين التشكيليين المغاربة، ومجموعة قصائد شعرية لنخبة من الشاعرات والشعراء الذين اجتهدوا لتأكيد هذه الثنائية التي تجمع بين فن الرسم وفن الشعر من خلال قصائد نظمت من وحي هذه اللوحات .
وما يميز هذا الكتاب وفق التقديم الذي خصه به المبدع والباحث التشكيلي محمد سعود هو أن  بيئة الشعراء والفنانين واحدة رغم أن حقل الإبداع مختلف، ومن هذا الاختلاف أستطاع الشاعر محمد الصفى أن يخلق ائتلافا بينهما دون أن يكون للفنانين اطلاع على هذه التجربة، إضافة إلى أنه يجمع في أغلبه أسماء وازنة سواء في الفن أو الشعر مما جعل التجربة أكثر نضجا رغم  أنها مغامرة محفوفة بمخاطر السؤال والبحث عن أفق المقاربة والتناظر من خلال  محاورة اللوحة بلغة مختلفة ومنفتحة على قراءات متعددة قد تزيد من غموضها أو تحصرها في إطار مغلق، وقد ولجها الشعراء متسلحين برؤاهم الإبداعية واستطاعوا أن يحرروا الألوان والخطوط من حقلها البصري إلى إيقاع يعتمد على حاسة السمع أكثر من البصر. هي قصائد تحكمها الرؤية الفنية ومؤطرة بلوحات ذات بعد بصري محض، وبهذه العملية الإبداعية تتجاور اللوحة والقصيدة وتتقاطعان بمقاربات كان للشعراء فيها الدور الأساس في استنبات نص ثالث يعتمد عليهما معا، فاللوحة هنا ليست لصقا تعسفيا في هذا  الكتاب بل هي القصيدة ذاتها وتتجاوران  في بنية المكان على صفحات الكتاب من خلال التشكيل التيبوغرافي للحروف والصباغي للألوان مما يمنح المتلقي لذة القراءة ومتعة بصرية يقوم بتشكيلهما مرة أخرى. وبالتالي يصبح المتلقي عنصرا مهما في العملية الإبداعية من خلال التركيب بين معاني الألفاظ وكروماتية الألوان، ولا يمكن قراءة القصيدة دون استحضار اللوحة والعكس صحيح، لأن القصيدة تنتمي للوحة  وأبدعها الشاعر من صلب اللوحة، فالمتون البصرية والمتون الشعرية تشكل  وحدة عضوية لا يمكن الفصل بينهما، وعلى القارئ أن يكتشف هذه الحساسيات المشتركة بين فن الشعر وفن الرسم من خلال ثمان وعشرين لوحة وقصيدة  ليس على المستوى النظري بل التطبيقي الصرف، بين أشكال مختلفة في التعبير الفني التي لم يراع فيها الشاعر والإعلامي  محمد الصفى  أسلوبا بعينه، بل نجد في الأعمال الفنية ما هو فطري وتشخيصي وتجريدي ومن أجيال عمرية مختلفة، وكذلك بالنسبة للشعراء الذين ينظمون الشعر بالفصحى أو العامية وبأساليب مختلفة، والانتقائية للشعراء والفنانين كانت قصدية من طرف المؤلف وتنم عن إلمامه بالحركة التشكيلية في المغرب وحساسياتها المختلفة، كما ساهم بدوره كشاعر في إثراء هذا الكتاب بقصيدة “حارسة القبور” إضافة إلى استهلال مقتضب لهذه التجربة التي تنضوي فيها تجارب من فن الرسم والشعر .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة