أصداء مازغان: محمد أشعري
يواجه نادي حسنية أكادير تحديات مالية وإدارية جسيمة بعد أن ورثت الإدارة الجديدة للنادي إرثاً ثقيلاً من الديون المتراكمة جراء تسيير غير رشيد من قبل المكاتب السابقة. هذه الديون التي كادت أن تُغرق النادي في دوامة الأزمات، كانت حصيلة سنوات من التدبير العشوائي للموارد المالية، مما جعل من الصعب الحفاظ على استقرار النادي على المستوى الرياضي والمالي.
إدارة جديدة برؤية إصلاحية
منذ تسلمها لمهامها، أبدت إدارة الشركة المشرفة على تسيير النادي التزاماً واضحاً بإصلاح الوضع، إذ اتخذت سلسلة من الإجراءات الهادفة إلى إعادة الهيكلة المالية والإدارية، وتخليص الفريق من الإرث الثقيل الذي تراكم عبر سنوات من سوء التدبير. لم يكن الأمر سهلاً، خاصة وأن النادي كان يعاني من وجود أطراف تستغل الوضع الهش وتحاول الاستفادة منه بطرق غير مشروعة، الأمر الذي جعل الإدارة الجديدة تعمل بجهد كبير لإبعاد هؤلاء المتربصين وإغلاق الثغرات التي كانت تشكل مصدراً لاستنزاف موارد النادي.
نهج جديد في التسيير المالي
على مدى السنوات الماضية، كان تسيير مالية النادي يعتمد بشكل أساسي على الإنفاق المفرط دون وضع سياسات واضحة لترشيد النفقات وضبط الميزانية، مما أدى إلى ارتفاع الديون وتراكمها بشكل غير مسبوق. ومع تولي الإدارة الجديدة، تم وضع خطة صارمة تهدف إلى:
. إعادة جدولة الديون وفق استراتيجية مالية تضمن استقرار النادي دون التأثير على نشاطه الرياضي.
– تحسين المداخيل عبر تعزيز التسويق الرياضي والبحث عن عقود رعاية جديدة تعزز من قدرة النادي على تحقيق الاستدامة المالية.
– فرض رقابة صارمة على كل أوجه الإنفاق داخل النادي، مع التركيز على تطوير البنية التحتية الرياضية وتحسين الظروف للاعبين والأطقم الفنية.
محاربة الفساد وإعادة الثقة
من أبرز الخطوات التي عملت عليها الإدارة الجديدة هي استعادة ثقة الجماهير والشركاء الماليين من خلال الشفافية في التدبير، وإبعاد كل العناصر التي كانت تستفيد من حالة الفوضى السابقة. كما سعت إلى خلق مناخ جديد داخل النادي، يقوم على الاحترافية والالتزام بمبادئ الحوكمة الجيدة.
الطموح للعودة إلى مصاف الأندية الكبرى
لا تقتصر طموحات إدارة حسنية أكادير على التخلص من المشاكل المالية فحسب، بل تسعى جاهدة إلى إعادة النادي إلى مصاف الأندية المغربية الكبرى التي تتميز بالتدبير الاحترافي على كافة المستويات. وتعمل الإدارة على بناء فريق تنافسي قادر على تحقيق نتائج إيجابية تليق بتاريخ النادي العريق، مع إرساء منظومة عمل متكاملة تضمن النجاح على المدى البعيد.
دعم الجماهير والإعلام المحلي
رغم التحديات التي تواجه إدارة حسنية أكادير، فإن دعم الجماهير والإعلام المحلي يعتبران عاملين أساسيين في مسيرة الإصلاح. فقد عبرت العديد من الفعاليات الرياضية عن دعمها الكامل لجهود الإدارة الجديدة، مؤكدة على ضرورة منحها الوقت الكافي لتنفيذ خططها الإصلاحية التي قد لا تؤتي ثمارها إلا بعد فترة من العمل الجاد والتخطيط المدروس.
ما تقوم به إدارة حسنية أكادير حالياً هو عمل جبار يستحق الإشادة، حيث تسعى بكل جهدها إلى تصحيح الأخطاء السابقة وإعادة بناء النادي على أسس قوية. وعلى الرغم من الصعوبات والعراقيل التي تواجهها، إلا أن الرؤية التي تعتمدها الإدارة الحالية تبعث على التفاؤل بإمكانية عودة النادي إلى مكانته الطبيعية ضمن نخبة الأندية المغربية، بل والتطلع إلى تحقيق إنجازات جديدة تليق بجماهيره الوفية.