ذاكرة النملة وجفاء الذئب
بقلم : حميد شعيبي
طالما نصادف في هذه الحياة كائنات بشرية يطبع ذاكرتها الوهن والضعف ،تأكل الغلة مطولا وتسب الملّة بعد أن تروي غليلها وتسد حاجتها ؛ يصيبها فجأة لمم وجنون مؤقت ،فتتنكر للجميل وتخون المعروف ،ولا تفزع وتتورع إلا للتعبير عن الجحود إذكاءً لسلوك النكران.
لا يزيدها نكران الذات ،حسن المعاملة ،التودد ،والترحيب سوى شرعنةٍ لسلوك الاستغلال ،دونما قيد أو شرط، كحق مكتسب لا محيد عنه، حق واجب أن يدوم وألا ينقطع أبدا، بقطع النظر عن ما يبدر منها من جفاء.
تربو وتزداد مداهنتها فقط عندما تدنو مصالحها منك، وتنقطع فجأة ،من إيماءة حتى، ما أنْ تُسْتَنْفَذَ فيك أوطارها.
النفعية عنوانها والوصولية سربالها.
يطبع ذاكرتها الوهن والضعف؛ ذاكرة نملة.
تستهين بسخائك وتزدريه مهما طال على شرفك مقامها ،في زمن الذروة،مزدردة لأشلائك ،في عز عوزك أو حاجتك أو انشغالك.