ذاكرة مكان ” الحلقة 12 ” مدينة تزنيت ..المغربية بقلم : مطريب بوشعيب

admin5 أبريل 2023آخر تحديث :
ذاكرة مكان ” الحلقة 12 ” مدينة تزنيت ..المغربية بقلم : مطريب بوشعيب

ذاكرة مكان الحلقة 12

لنسافر لزيارة ( للا زنينية ) عراقة .. التراث – والتقاليد الاصيلة… مدينة تزنيت ..المغربية

بقلم : مطريب بوشعيب

يحتل اقليم تيزنيت مكانة متميزة بسوس و دلك بتاريخه الفني الذي شجع تنوعا في المظاهر الثقافية و الحضارية.فمند عصور ما قبل التاريخ الى العهود المعاصرة خلفت لنا هذه المظاهر العديد من البنيات التاريخية و العادات التراثية التي على ساكنة المنطقة الإفتخار بها و المحافظة عليها.
 مدينة تزنيت
أ – تاريخ تأسيسها : يرجع تاريخ تأسيس مدينة تزنيت إلى السنة السادسة بعد الهجرة ، أي مابين سنة 626 و 627 ميلادية .
ب – كيفية تسميتها : يروى أن للا زنينية كانت مارة بهده البقعة القاحلة ، فأصابها عطش شديد كاد أن يقضي على حياتها فتضرعت إلى الله تعالى وطلبت منه المغفرة ، وكان يصاحبها كلبها فأخد يهبش برجليه ادا بالماء ينبع من تحتهما فشربت وحمدت الله ثم سكنت في دلك المحل الدي تفرغت فيه الى عبادة الله. وحضر الى دلك المكان برابرة رحالة جاؤوا الى جوارها من أجل المرعى وسقي بهائمهم ومكثوا وهم من أصلها ويدعون : ادمكنون .ولما توفيت للا زنينية التي اسمها بتشلحيت تزنيت دفنت بدلك المحل الدي كانت تتعبد فيه، وأصبح هدا المحل قبلة للرحالة لسقي ماشيتهم و دويهم و محل إقامتهم وهم إدو طلحة وإدو أوكفا وإدو زكري الدين أخدت أسماؤهم مدينة تزنيت ،بنى هؤلاء السكان مساجد تحمل أسماؤهم.
ج- بعض الملوك الدين زاروها :
المنصور الدهبي ومولاي رشيد ومولاي الحسن الأول الدي زارها مرتين و الدي بنى لها السور الدي لا زال قائما، وسمي بها أول قائد، وقد كانت مدينة تزنيت مقر الخلاقة السلطانية ، ولا زال قائما بها قصر الخالفي وكانت مقر السلطات الإدارية والعسكرية، كما زارها المغفور له جلالة الملك محمد الخامس قدس الله روحه، و مولانا الحسن الثاني أيده الله و نصره عدة مرات ليتفقد أحوال أهلها.

* لقد أنشئت عمالة تزنيت بتاريخ 19 يونيو 1975،و تتكون من خمسة دوائر ..

1- دائرة تزنيت، 2- دائرة لخصاص، 3- دائرة تفراوت، 4- دائرة إفني وبلديتها والمركز المستقل لمدينة إفني، 5-دائرة أنزي، مساحة الإقليم 9.000 كلم مربع ،يحدها شمالا واد ماسة ودائرة بيوكرا وجنوبا دائرة بويزكارن التابعة لإقليم كلميم ، وشرقا دائرة إغرم وعمالة طاطا، وغربا المحيط الأطلنتيكي ، وبالرجوع إلى تضاريس أرض الإقليم يتبين لنا أنه ينقسم طبيعيا إلى أزغار الدي يمتد من واد ماسا إلى مرتفعات لخصاص وإلى جبال تفراوت ومرتفعات دائرة إفني،و أنه يتميز بالأشجار التي تنبث فيه، يجيء على راسها شجرة أركان التي تتكون منه بعض الغابات ،ثم أشجار اللوز التي توجد بكثرة في جبال تفراوت.

المناخ :

إن المناخ بهدا الإقليم شبه صحراوي تتعدر معه تنمية القطاع الفلاحي .إن عدد السكان بالإقليم 342.852 نسمة، وعدد السكان في الكلم المربع يقدر ب 15،6 أي ما يقرب من نصف المعدل الوطني، ويمكن أن نقسم السكان على حسب المهن، فيكون عدد الدين يشتغلون بالتجارة 18،4 والذين يشتغلون بالصناعة 1.6 والمشتغلين بالصيد 0.4 و المهاجرين إلى العمل بالخارج 13 وفي ميادين أخرى 4.6 والباقي يتعاطى للفلاحة.

الحالة الإقتصادية لمدينة تزنيت :

قبل كل شىء فمدينة تزنيت هي مركز تجاري يقضون منه حاجياتهم جميع القبائل المجاورة وهي ما يسمى بباب الصحراء فكانت دائما هي المدينة الرابطة ما بين الشمال والجنوب .

1- في الميدان الفلاحي :

رغم أن أكثرية السكان يشتغلون بالفلاحة و رغم أن أرضها ليست بخصبة و أن نزول المطر قليل، و المعدل لعشر سنوات يكون 150 ملم. والإقليم هو كذلك لا يمكن أن يعتمد على الفلاحة لأن امكانياته ضعيفة في هدا الميدان لا بالنسبة لنزول المطر و لا بالنسبة لخصابة الأرض، والفلاح كثيرا ما يعتمد في فلاحته على الشعير الدي يستهلك بكثرة في هده الناحية، وتتميز هده الناحية بأنها توجد فيها بعض الأشجار، بالأخص في المناطق الجبلية و التي يجب الإعتناء بها حتى لا يقضى عليها،و هما شجلرة اللوز و أركان.

ورغم قساوة الطبيعة على هدا الإقليم فيمكن أن تتحسن حالة مجتمع الفلاحين إذا ما تظافرت العزائم واعتنت المصالح المختصة بالدراسات فيما يخص التنقيب عن الماء،و بناء السدود الصغيرة وغرس الأشجار ومعرفة نوعية النباتات لتي تتلاءم و مناخ وتربية هدا الإقليم، وقد سبق أن إقترحنا على وزارة الفلاحة عدة إقتراحات في هدا الميدان،نرجو أن تأخد بعين الإعتبار لصالح الفلاحين.

2-الصناعة التقليدية :

كانت امدينة تزنيت صناعة تقليدية مزدهرة و كان على رأسها الصياغ الدين كانوا يصنعون الحلى من الفضة والمستعمل من طرف نساء هده الناحية ،ولكن هده الصناعة صارت تتقلص لعدم الإعتناء بها وكانت صناعات أخرى تقليدية إشتهرت بها مدينة تزنيت كصناعة الجلد والنجارة.وفي الإقليم هناك صناعات أخرى ،فمثلا أنزي معروف بصناعة الخزف ،وبتافراوت يتعاطى النساء لصناعة الزرابي وكدلك بالنسبة لمدينة سيدي إيفني التي توجد بها تعاونية لصناعة الزرابي .

3- السياحة :

يتوارد على مدينة تزنيت السواح قاصدين مدينة تفراوت أو مدينة كولميم،و مدينة تزنيت في حاجة إلى تجهيزات سياحية ضخمة حتى تلعب دورها في هدا الميدان،لانها من الناحية الطبيعية لها جميع المؤهلات لتكون إحدى المدن السياحية لهده الناحية، لأنها جاءت في ملتقى الطرق : الطريق الداهبة إلى تفراوت و الطريق الداهبة إلى بني والرابطة بموريطانيا ، ولا تبعد عن مدينة أكادير الا ب 91 كلم، والوصول إليها عن الطريق الرئيسية رقم 30، وتتوفر على عدة مآثر ومناظر يمكن للسائح أن يستمتع بها، منها عين لقديم التي يتغير لون مائها في بعض أوقات اليوم ، ويصير أزرق، وتسمى كدلك بالعين الزرقاء وهي العين التي اكتشفتها للا زنينية.

وبشمال المدينة حائش جماعة بساتين النخل يعطي إلى المدينة بهجة ورونقا،كما تتوفر على عدة مآثر منها سورها الدي بني من طرف الملك العلوي مولاي الحسن الأول سنة 1883و دار المخزن القديمة ودار المخزن الجديدة وغيرها من المآثر السياحية.

كما أن مدينة تزنيت محتاجة إلى تجهيزات صناعية عصرية حتى تسدد العجز الدي يمكن أن يطرأ على هده المدينة بسبب رجوع العمال من الهجرة، و حتى يجدون عملا يعوض العمل الذي فقدوه في الدول الأوروبية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة