ذاكرة مكان ” الحلقة 15 ” زيارة حاضرة تاريخية ألا وهي وزان

admin7 أبريل 2023آخر تحديث :
ذاكرة مكان ” الحلقة 15 ” زيارة حاضرة تاريخية ألا وهي وزان

ذاكرة مكان ” الحلقة 15 “
لنسافر لزيارة حاضرة تاريخية ألا وهي وزان

بقلم ؛ مطريب بوشعيب

“وحدها وزان كمدينة ذات الثقل التاريخي كما شهد على ذلك إشعاع دار الضمانة العابر للحدود، (وحدها) من شدت عن القاعدة. فقد حولتها أيادي آثمة إلى مدينة بدون هوية، وبدون ذاكرة، بعد أن دكت معالمها التاريخية، المادي منها واللامادي، وذلك أمام أعين مختلف المتدخلين الذين ظل الكثير منهم  لعقود يتفرج ويشجع على العمليات المتتالية لاجتثاث جذور المدينة وتحويلها إلى فضاء إسمنتي بلا روح…من بين كنوز المدينة التي تعرضت للإتلاف والنهب منذ حصول المغرب على استقلاله، يتحدث العارفون بخبايا الأمور عن مخطوطات وكتب تاريخية كانت موزعة منذ قرون على ثمان خزائن بخزانة المسجد الأعظم، حيث ضريح مولاي عبد الله الشريف مؤسس الزاوية الوزانية.”

هي حروف قليلة تكون إسم مدينة لها مكانتها العظيمة في صفحات التاريخ “وزان” لكن  تاريخ  تأسيس المدينة   مثله مثل ضخامة محتوى تاريخها  ومضمونه من حيث  دقة التعرف عليه وضبطه واحتوائه نظرا لعظمة ما قدمه الذين أسسوا بهذا الثغر المغربي المنيع زاوية عرفت بالزاوية الوزانة ولقبت على مر التاريخ بدار الضمانة ، لهذا يقول البعض بأن تاريخ تأسيس المدينة غير مدقق وغامض وهدا بسبب غياب مراجع تاريخية يمكن الإستناء إليها وحول نشأة المدينة لكن هناك ثلاث روايات. 

أ – الرواية الأولى : وهي شفوية ومفادها أن مدينة وزان نشأت في  العهد الروماني . والدليل علي هدا أن كلمة وزان هي اسم ولي عهد أحد أباطرة الرومان.وتضيف الرواية أن وزان كانت تقع على الطريق التجارية بين مدينة طنجة و مدينة وليلي .

ب – الرواية الثانية : وقد وردت في كتاب “الروض المنيف” حيت أشار  صاحب الكتاب أن مأدنة المسجد الأعظم بوزان هي في الأصل من الوضع الفاتح لشمال إفريقيا موسى بن نصير ، وهدا في عهد بني أمية، الشيء الذي يدل على أن المدينة كانت قائمة في دلك الوقت ، ويستنتج من هده الرواية أن المدينة نشأت في العهد الأموي.

ج – الرواية الثالثة : جاء في كتاب “دعامة اليقين لمؤلفه أبى القاسم العزفي (ت6333ه)، مفادها أن أبا طاهر أحد مريدي الشيخ سيدي أبي يعزي يلنور(المعروف بمولاي بوعزة ) كان خطيب بمسجد وزان وهدا في القرن السادس الهجري. كل هده الراويات، الشفاهية منها والكتابية، تدل دلالة جلية على أن الجذور التاريخية لمدينة وزان موغلة في القديم، إلا أن التحديد الدقيق لتاريخ تأسيس هده المدنية مازال غامضا لندرة الوثائق و المخطوطات التي لم يكشف عنها النقاب بعد .

إلا أن الراجح والأكيد هو أن مدينة وزان دخلت التاريخ بحلول المولي الصالح مولاي عبد الله الشريف بها المتوفى سنة 1678 ميلادية/1089هجرية. وقد أسس بها زاوية صوفية شادلية عرفت بالزاوية الو زانية ، وابتدءا من هده اللحظة التاريخية أخذت المدينة تعرف اتساعا حضاريا وعلميا وثقافيا بموازاة مع الشهرة المتنامية للزاوية الو زانية. وقد اتسعت هده الشهرة وطالت، بالإضافة إلى جهات كثير بالمغرب ، معظم بقاع العالم الإسلامي وخاصة الإفريقية منها والأسيوية . 

وبفضل هذه الشهرة أصبحت مدينة وزان منارة للعلم ومحجبة لمريدي المعرفة.والدليل على هدا ما تشمله خزينة المسجد الأعظم من مخطوطات ومؤلفات مهمة في علوم مختلفة وفنون معرفية متنوعة والتي يرجع الفضل في تأسيسها إلى شيوخ الزاوية أنفسهم الدين جمعوا بين علوم الشريعة والحقيقة: ابتداء من مولاي عبد الله الشريف المؤسس إلى حفيده مولاي علي بن أحمد وأنجاله . 

هذا بالإضافة إلى العدد الغفير للعلماء والمريدين الدين تربو في حضن الزاوية الو زانية ونهلوا من حياضها وتتلمذوا على شيوخها، فتوزعوا في كثير من الأقطار، ونزلوا في عدد كبير من الأمصار، كما تتحدث بدلك كتب التراجم والأخبار ، ومن بين هؤلاء الأعلام نذكر: أبو محمد عبد الله بن الحسن الجنوي(ت1200هـ) دفين بمدينة مراكش / والشيخ الفقيه محمد الرهوني ( ت1230هـ) دفين وزان والفقيه المالكي بن الخضر الوزاني (1342هـ) دفبن فاس وأخوه العلامة الفقيه سيدي عبد الله بن محمد بن الخضر الوزاني(1360هـ) دفين بوزان.

أصل تسمية مدينة وزان :

إن أصل تسمية مدينة وزان يبقى هو الأخر غير واضح وغامضا إلى يومنا هدا. ومن خلال الدراسات حول تاريخ مدينة وزان هناك ثلاث روايات تتضارب حول التسمية التي يصعب ترجيح وتأييد إحداها دون الأسماء الأخرى.

1- الرواية الأولى : وتقول أن أصل الكلمة لتيني، وقد أطق هدا الاسم على المدينة من طرف أحد أباطرة الرومان الذي كان ولي عهده يحمل أوزينوس، ومنه جاءت كلمة “وزان” .

2- الرواية الثانية : إن هدا الاسم أشتق من الكلمة العربية “الوزان” إن هده الكلمة أطلقت على أحد الأشخاص المسمى بعبد السلام الذي كان يضع موازين له بمدخل المدينة بالمحل المعروف حاليا بالرمل، وحيت كان التجار ملزمون باللجوء إليه لوزن بضاعتهم وسلعهم فأطلقوا عليه اسم الوزان ، الذي حملته المدينة فيما بعد، نظرا لكثرة تداوله.

3- الرواية الثالثة : تقول هده الرواية إن أصل كلمة “وزان” مختصر من كلمة: “واد الزين” أو”واد زاز” التي تطلق على نهر صغير يوجد في المرتفعات في الشمال بالجمال الساحر للمناظرة الطبيعية التي تختص بها المدينة و ما يبقى  في ذاكرة المغاربة و سواهم بأن وزان إسم له رمزية الوزن  التي تميز بها عظماء وزان المؤسسين لحضارة المدينة و الناشرين لها عبر دول المعمور .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة