ذاكرة مكان ” الحلقة 4 “
لنسافر إلى شرم الشيخ المغربية…
التي صُنفت في سبتمبر 2004 من طرف اليونسكو كموقع للتراث العالمي.
بقلم : بوشعيب مطريب
طانطان مدينة تقع جنوب المغرب، تبعد عن المحيط الأطلسي بنحو 25 كلم.عدد السكان يصل لحوالي 70 ألف نسمة. أهم الأنشطة الاقتصادية تتمثل في الصيد البحري والفلاحة والتجارة تصدر كميات مهمة من السمك لمختلف دول العالم خاصة أوروبا وأمريكا وكندا حظي موسم طانطان بموافقة اليونسكو وصنف ضمن التراث الإنساني اللامادي ينظم موسم طانطان منتصف شهر سبتمبر من كل سنة يعد هذا الموسم ملتقى لرحل الصحراء وفرصة إبراز إبداعات أهل الصحراء الفنية والصناعية والثقافية.
طانطان : مدينة العبور الجميل :يتوفر إقليم طانطان على مؤهلات سياحية جد هامة تمتزج فيها الطبيعة الصحراوية والشؤاطى الدافئة مكونة في ما بينها بانوراما ساحرة إضافة إلى هذه الصور الطبيعية الساحرة هناك مكونات عدة تجمع ما بين التاريخ العريق و الفلكلور الشعبي المتنوع بلوحاته والمنتوج الثقافي المنفرد بخصوصياته.يقع إقليم طانطان الذى استرجع إلى حظيرة الوطن سنة 1958 في الجنوب الغربي من المملكة المغربية يحده شمالا إقليم كلميم وجنوبا العيون وشرقا إقليم اسا الزاك ومن الجنوب الشرقي إقليم السمارة وغربا المحيط الاطلسي.تعد مدينة طانطان همزة وصل بين شمال البلاد وجنوبها واستقطب بشكل كبير تيارات الهجرة المتدفقة على المنطقة خصوصا من الاقاليم الشمالية والمناطق المجاورة التي يستقطبها النشاط البحري لميناء طانطان.وتعتبر السياحة من المؤهلات المميزة للإقليم حيث تساهم بشكل فعال في انعاش الاقتصاد المحلي وتتوسع هذه المؤهلات السياحية على الشكل التالي :مصب واد درعة ويمتد شاطئها على بعد 1200 متر من طانطان الشاطئ هذا الاخير الذي يعد محجا للمصطافين من كل مكان وخصوصا من الأقاليم الجنوبية المجاورة للمنطقة . مصب واد الشبيكة ذو الشهرة العالمية ويوجد على الطريق الوطنية الرابطة بين طانطان و العيون ويتميز بشاطئه ذي الرمال الذهبية والكثبان الرملية في تناسق بديع مما يجعله محط أنظار العديد من المستثمرين.واحات وين مذكور:تقع شمال غرب تلمزون وتشكل منظرا فريدا من نوعه بالمنطقة بنخيلها وبركها المائية الساحرة .بلدية الوطية اوطانطان الشاطئ:وتشهد نهضة عمرانية مهمة بفضل الرواج الذي يعرفه قطاع الصيد البحري بها وتتميز بالدفء خلال فصلي الشتاء والصيف مما يجعلها قبلة للسياح الاجانب.كما يزخر الإقليم كذلك بعدة مواقع أثرية لا تخلو من أهمية كمغارات واد بولمغاير والخلوة واد بوعاكة وواد الواعر وواد الجريفة وقبر العملاق بمقبرة الرحال والتلال الرملية والنقوش الصخرية المكتشفة بازكر بالسنوات الاخيرة عن طريق الصدفة عن طريق إحدى النساء، حيث تحتوي على رسوم صخرية تمثل صورا لثور ومجموعة من الصيادين أو القناصة في حالة رقص اضافة إلى عربة لا تجرها لخيول إلا أنها توجد في مكان بعيد يتميز بوعورة تضاريسه كما يحتاج هذا المكان الذي يحتوي على هذه النقوش الصخرية إلى حمايته .ويمكن لهذه المناطق أن توفر منتوجات سياحية جديدة كالصيد والقنص والرحلات على ظهر الجمال والجولات بالدراجات النارية والسيارات .هذه المناظر الساحرة والمؤهلات الطبيعية التي حبا بها الله طانطان لا ينافسها إلا اقليم كلميم الذي يتجاوزها في هذا الخصوص .وقد ساعدت هذه المنحة الربانية في استقطاب السياح المولعين بالبحث عن السكون والسكينة إلى جانب صفاء البحر والطقس الصحراوي النقي الذي يوفر مستلزمات الراحة والاستجمام والتمتع إلى أبعد حد وقد أدى ذلك إلى تزايد اهتمام الشركات العالمية بهذا القطاع .ويتميز هذا الإقليم بتراث شعبي أصيل ومتميز وبعادات وتقاليد عريقة وبجودة منتوجات الصناعة التقليدية التي ينفرد بها إقليم طانطان .ويعد موسم طانطان الذي استطاع أن يعطي لهذه الأخيرة شهرة عالمية مكنته من أن يتحول إلى تراث فوي إنساني من خلال منظمة اليونسكو والذي يستقبل شخصيات ووفود عربية وعالمية من مختلف لقارات وفي مجال الفن والمسرح و السينما والرياضة والثقافة . انبهرت بهذا الموروث الثقافي وشهدت له بالإعجاب منقطع النظيرمن خلال اللوحات الفنية والرقصات الصحراوية التقليدية إلى جانب رقصات لفرق أجنبية أفريقية إضافة إلى ذلك فإن هذا المهرجان يعتبر أكبر تجمع للإبل في العالم ويحتضن كذلك سباقا للجمال والفروسية ويضم عشرات الأجنحة والتي يختص كل واحد فيها بكل ما له علاقة بالموروث الثقافي وبعيش الانسان الصحراوي بهذه المنطقة والأنشطة التي كان يزاولها منذ أزمنة قديمة والمعروضة في الخيام المنصوبة على مرمى البصر.
طانطان إلى جزأين :المدينة القديمة وتسمى (طانطان المدينة) والمدينة الساحلية الجديدة وتسمى (الوطية) وهذه الاخيرة تبعد عن طانطان المدينة بحوالي 25 كلم.وتنامت هذه المدينة على الساحل الاطلسي بموازاة مع تشييد الميناء، حيث مكن إشعاع هذا الأخير من جلب عدد كبير من المستثمرين خاصة في قطاع الصيد البحري الشيء الذي أدى إلى تمركز الانشطة على الشريط الساحلي .أما المدينة العتيقة فتستقبل عددا مهما من المهاجرين الذين يشتغلون في أنشطة الميناء في حين أن المدينة الجديدة الساحلية (الوطية) أصبحت تشكل نواتا لجلب واستقطاب الاستثمارات السياحية وتلك المرتبطة بالصيد البحري وبذلك فهي تعد أداة فعالة في الاقتصاد الجهوي، وقد عرفت المدينتان نموا كل واحدة مستقلة عن الأخرى.وتساهم مدينة طانطان الساحلية (الوطية) وميناؤها المتخصص في نشاط الصيد البحري وكذا المنشآت الصناعية التحويلية للأسماك بتفعيل النشاط الاقتصادي وخلق فرص جديدة للشغل وبالتالي جلب تيارات هجروية مهمة ومع ذلك تبقى مدينة طانطان المركز الرئيسي للإقليم الذي لازال يحتاج إلى المزيد من التجهيزات لتقوية بنياته التحتية .وعموما فما يزخر به هذا الإقليم من مؤهلات فلاحية واعدة وترواث بحرية مهمة وإمكانات ومؤهلات سياحية متميزة سيجعل نشاطها الاقتصادي يتركز على الشريط الساحلي لمدينة الوطية مستقبلا.ويتوفر هذا الإقليم على مطار طانطان الذي يظل أكثر دينامية مقارنة مع المطارات الاخرى جهة كلميم السمارة وعلى ميناء تم إنشاؤه سنة 1982 يستجيب لمتطلبات صيد أعالي البحار والصيد بصفة عامة وقد تم تجهيزه بكل الوسائل الضرورية من مرافئ السفن وناقلات الحمولة وأرصفة وحواجز وقائية ومنحدرات السفن ناهيك عن تدعيم هذه البنية التحتية بمنطقة صناعية تضم أهم الوحدات لمعالجة تصبير الأسماك تستغلها شركات القطاع الخاص .كما أن هذا الميناء الذي يعد الوحيد بالجهة المنفرد بصدارة المؤانئ المغربية من صيد الاسماك التي تتميز بغناها وبتنوعها به .يشغل هذا الميناء يدا عاملة مهمة ومستثمرين في هذا القطاع وساهم بشكل فعال في انتعاش قطاع البناء والتعمير .
“شاطئ طانطان”:ويعتبر “شاطئ طانطان” أهم موقع سياحي بالمنطقة فهو يتوفر على كل ما يلزم السائح من فنادق ومنازل للضيافة ومطاعم متخصصة في بيع وتحضير الأسماك. وبإمكان زوار هذا الشاطئ الشاسع الاستمتاع بممارسة هواية الصيد أو الغطس في مياهه التي لا أثر فيها للتلوث.وتستقطب بلدية الوطية “طانطان الشاطئ” نسبة مهمة من السياح الأجانب نظرا لجوها الدافئ خلال فصلي الشتاء والصيف
وتزخر المنطقة بثروات بحرية مهمة كما تتوفر على ميناء للصيد البحري ومنشآت صناعية تحويلية للأسماك, مما يجعل من مدينة طانطان قبلة للمهاجرين الباحثين عن فرص للشغل خصوصا أبناء الأقاليم الشمالية والمدن المجاورة.وعلى بعد 30 كيلومترا من طانطان، يوجد مصب وادي درعة, وهو عبارة عن شاطئ شاسع تحيط به الكثبان الرملية، و يثير هذا الموقع الجميل المطل على المحيط الأطلسي إعجاب السياح بطبيعته الرائعة و طيوره المتنوعة .وللإشارة فإن وادي درعة – الذي ينبع من جبال الأطلس الكبير ويقطع الصحراء ليصب شمال طانطان- هو أطول انهار المغرب، ويبلغ طوله 1200كلم.أما مصب وادي الشبيكة فيتواجد على بعد 50 كيلومترا من الجنوب الغربي لطانطان، على الطريق الوطنية الرابطة بين طانطان و العيون.ويتميز بشاطئه ذي الرمال الذهبية وكثبانه الرملية الناعمة, إضافة إلى البحيرة التي تعيش على ضفافها أنواع كثيرة من الطيور المهاجرة، مثل البطريق الصغير، اللحام، والبط القطبي الأسود. ويبدو هذا الموقع كأنه قطعة فنية طبيعية مما يجعله يستقطب العديد من المستثمرين الراغبين بإنشاء مشاريع سياحية.وللراغبين بالتوغل بعيدا عن البحر باتجاه المناطق الداخلية,هناك مواقع سياحية أهمها مغارات “وادي بولمغاير”، و”الخلوة” التي حفرت داخل الصخور، وللتسمية ارتباط بالجانب الديني إذ كانت هذه الأماكن خاصة بالعبادة والاعتكاف، وتقع على بعد 25 كيلومترا من شمال شرق طانطان.هناك أيضا الواحات ,وأشهرها “واحات وين مذكور” التي تقع شمال غرب تلمزون وتمثل لوحة طبيعية ساحرة بنخيلها وبركها المائية إضافة إلى واحات أخرى بالمنطقة.
السياحة الثقافية:وللسياحة الثقافية حضورها القوي والمميز بهذه المدينة، وذلك من خلال موسم طانطان السنوي الذي يحظى بالتقدير والإعجاب على الصعيد العالمي مما جعل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) تضيفه إلى قائمتها ضمن روائع التراث الشفهي غير المادي للإنسانية. ويعتبر هذا الموسم تظاهرة ثقافية وسياحية كبرى، ومناسبة لإبراز الإبداعات الفنية والصناعية والثقافية الصحراوية, و يستقطب وفودا عربية وأجنبية من ميادين مختلفة كالفن والمسرح و السينما والرياضة والثقافة.و تجسد الخيام المنصوبة في ساحة الموسم مختلف مظاهر الحياة اليومية للإنسان الصحراوي وتعكس عاداته وتقاليده.ويتم تنظيم معارض للصناعات التقليدية ومسابقات شعرية و سباق للجمال ومسابقات للفروسية وعروض للرقص الصحراوي وغيرها من الأنشطة المتنوعة.ولا يملك المتتبع لفعاليات هذا المهرجان إلا أن يسجل إعجابه وانبهاره بهذا الموروث الثقافي المنقطع النظير.