ذاكرة مكان ” الحلقة 8 ” مدينة مكناس ..العاصمة الاسماعلية  بقلم : مطريب بوشعيب

admin31 مارس 2023آخر تحديث :
ذاكرة مكان ” الحلقة 8 ” مدينة مكناس ..العاصمة الاسماعلية  بقلم : مطريب بوشعيب

ذاكرة مكان ” الحلقة 8
لنسافر إلى مدينة الزيت والزيتون…

مدينة مكناس ..العاصمة الاسماعلية.

 بقلم : مطريب بوشعيب

مكناس منطقة فلاحية تمتاز بكثرة أشجار الزيتون، والذي يستغل منه الكثير للعصر واستخراج الزيت ،وزيت الزيتون المكناسي مشهور بجودته، ونقائه ،ولذته .كذلك تشتهر المنطقة بحقول العنب والذي يمتاز بجودته ويتم تصديره إلى عواصم أوروبية وتعتبر مدينة مكناس من أكثر مدن المغرب انتاجا للمحاصيل الزراعية، نظرا لمناخها المناسب ووفرة مياه الأمطار

مدينة مكناس بناها المولى أسماعيل عاصمة لمملكته..كانت المدينة عاصمة للمغرب حين تولى السلطان المولى إسماعيل حكم البلاد  1672 حتى 1727 م …تقع في شمال المملكة على بعد 140 كلم شرق العاصمة المغربية الرباط…وهي العاصمة لجهة مكناس ـ تافيلالت التي تضم ولاية مكناس وعمالة إقليم الحاجب وعمالة أقاليم ايفران وخنيفرة والرشيدية. عدد سكانها نحو المليون نسمة.
جهة مكناس ـ تافيلالت منطقة فلاحية خصبة بامتياز، وتقع في ملتقى الطرق التجارية التي كانت تربط بين عدة جهات مما جعل منها منطقة عبور واستقرار منذ عهد قديم، خصوصا في العصر الوسيط حيث برز اسمها لأول مرة كحاضرة، ثم في العصر الحديث كعاصمة من أبرز العواصم التي لعبت دورا هاما في تاريخ الغرب الإسلامي…تمتد هذه المنطقة على مساحة 79210 كلمتر مربع أي تحتل حوالي 11% من مجموع التراب المغربي. وهي متنوعة التضاريس والمناخ …أما مدينة مكناس .. فهي مقسمة إلى جزءين المدينة الجديدة والمدينة القديمة وبما ان مدينة مكناس تقع في ملتقى الطرق التجارية التي كانت تربط بين عدة جهات مما جعل منها منطقة عبور واستقرار منذ عهد قديم مما أكسبها أهمية كبيرة عند حكام المغرب المتعاقبين.

نشأتها : مكناس إحدى حواضر المغرب الشهيرة، رأت النور مند القرن العاشر الميلادي ،على يد السلطان مولاي إسماعيل الذي طلب ببنائها لتكون العاصمة الجديدة لمملكته.كان طموح المولى إسماعيل هو أن يجعل مكناس مدينة تضاهي العواصم الأوربية حتى أنها وصفت بفرساي المغرب مقارنة مع فرساي الملك لويس الرابع عشر المعاصر للمولى إسماعيل وقد عرفت المبادلات والسفارات بين العاهلين شأوا كبيرا آنذاك.واليوم فإن أشد ما تفخر به مكناس هو مآثرها الإسماعيلية كباب الرايس والبردعيين باب جديد وباب الخميس وباب منصور لعلج وهري المنصور ومربط الخيول وصهريج الصواني وقصر المنصور والدار البيضاء وساحة الهديم ولالة عودة وأسوار والأبراج العديدة الشامخة فضلا عن المدينة العتيقة وجوامعها ومآذنها العديدة وأضرحتها وزواياها… لقد استحقت المدينة بما تحضنه من مآثر تاريخية هامة أن تسجل لدى منظمة اليونيسكو في قائمة التراث العالمي سنة 1996…لم تتنازل مكناس عن أهميتها كمدينة مخزنية وحاضرة كبرى حتى عندما فقدت صفتها كعاصمة سياسية للعلويين خلال المنتصف الثاني من القرن 18م لفائدة جارتها فاس في بداية الأمر إذ كانت سكنا مفضلا لعدد من الأمراء ورجال الدولة. أما خلال خضوع المغرب للحماية الفرنسية فإنها ستستعيد بعض أدوارها كموقع استراتيجي له أهمية عسكرية واقتصادية بالدرجة الأولى وسيترجم اهتمام سلطات الحماية بهذا الموقع من خلال فتح ورش كبير لتشييد مدينة جديدة على الطراز الأوربي بشوارعها وعماراتها وحدائقها وأحيائها الصناعية والتجارية والسكنية وكافة مرافقها الإدارية والعسكرية والرياضية والثقافية ويرجع الفضل في تحديد معالم المدينة الجديدة إلى الجينيرال بويميروpoemirau.

آثــارها وتراثها.. : ومن أعظم آثارها التي تدهش السياح باب المنصور الضخم المشهور بنقوشه الفسيفسائية وبالقصر الملكي بأسواره العتيقة وضريح مولاي إسماعيل، ومسجد بريمة، وسيدي عثمان، والقصر الجامعي الذي يعد متحفا للفن المغربي

مكناس التي تزخر بتاريخ عريق تحكي عنه أسوارها وأبراجها ومآثرها التاريخية التي ظلت شامخة شموخ جبال الأطلس وجبال زرهون التي تحيط بها من كل ناحية. فمدينة مكناس مدينة الحضارة العربية الإسلامية والتاريخ العريق.

ولعل المآثر التاريخية التي تربض بين جنباتها تعد شاهد إثبات، يستمد جذوره من أعماق التاريخ، على أصالة هذه المدينة. فهي بأسوارها وأبراجها وبساتينها، بقصورها ودورها ومساجدها وسقاياتها، بساحاتها وبمآذنها، بزواياها وأزقتها وعادات وتقاليد ساكنتها تعد متحفا نابضا وشاهدا حيا على تاريخ هذه الحاضرة.

قصر البيضاء : تأسس في القرن 19 م من طرف السلطان محمد بن عبد الله. تحول فيما بعد إلى أكاديمية عسك رية، لكنه احتفظ بطابعه التاريخي و بزخارفه و هندسته ذات الطابع المعماري العلوي.

القصر الملكي : يوجد داخل القصبة الإسماعيلية، بناه المولى إسماعيل في بداية القرن 18 م. يغلب عليه طابع العمارة العسكرية.
قصر دار الجامعي : بني في عهد المولى الحسن الأول حوالي 1882م ليكون مقرا لسكن وزيره أبو عبد الله الجامعي. كان القصر في البداية يحتوي على حمام و مكان للذبائح و حوانيت وفندق. يتميز هذا القصر بحديقته ( الرياض)، ذات الطراز الأندلس.

سجن قارا : بني في القرن 18 م داخل القصبة الإسماعيلية، بالقرب من قبة السفراء، و ذلك بالمستوى السفلي للأرض على مساحة كبيرة. صمم على شكل شبه مستطيل، مقسم إلى ثلاث قاعات واسعة جدا، حظيت كل واحدة منها بمجموعة من الأقواس والدعامات الضخمة.
صهريج السواني : يوجد على بعد 500 م جنوب القصر الملكي وساحة المشور. بني في القرن 18 م، و يعتبر من بين أضخم و أهم المآثر التاريخية بمكناس. يحتوي على مجموعة من ا لقاعات التي تنتظم حول قاعة وسطى شاسعة. صمم هذا البناء من أجل خزن المواد الغذائية خاصة الحبوب، بالإضافة إلى كونه كان يحتوي على عدة آبار كانت تزود صهريج السواني الذي يجاور هذه المعلمة و يعتبر جزءا منها.

قبة السفراء : توجد داخل القصبة الإسماعيلية، خلف باب المنصور لعلج. و هي عبارة عن رواق مربع، بناه المولى اسماعيل و خصصه لاستقبال السفراء و المبعوثين لديه من الخارج.

باب المنصور لعلج : يوجد على مقربة من ساحة الهديم. أسسه المولى اسماعيل، وأتمم بنائه ابنه مولاي عبد الله حوالي 1732م. تتميز هذه الباب بضخامة مقاييسها، إذ تحتوي على فتحة علوها 8 أمتار، كما استأثرت بزخارفها الخلابة المنحوتة على الخزف و الفسيفساء المتعدد الألوا.

باب الخميس : كانت في الأصل تشكل الجزء الغربي من مدينة الرياض العنبري و التي أحدثها المولى اسماعيل ( القرن 18م)، لإيواء جيش لوداية وكذلك لفائدة بعض أعيان المدينة. لكنها لم تدم كثيرا، ففي 1731م دمرها ابنه مولاي عبد الله الذي حكم من بعده.

باب مراح : يعتبر باب مراح من الأبواب التاريخية المتوسطة الحجم للعاصمة الإسماعيلية المشيدة إبان العهد العلوي، تتجلى أهميتها الكبرى تتجلى في كونها جزءا أساسيا من الأسوار المحيطة بساحة القصر الملكي لمدينة مكناس.

دار الباشوات : بنيت دار الباشوات كما تدل على ذلك الكتابة المنقوشة على جبص القاعة والساقية الحائطية بين سنتي 1912 و 1913 من طرف بنعيسى بن عبد الكريم البوخاري الذي كان يتولى منصب باشا المدينة. وقد شهدت هذه البناية إقامة مجموعة من الباشوات إلى حدود سنة 1969، وهي السنة التي ستتحول فيها البناية إلى مقر لمحافظة الموسيقى الأندلسية التابعة لوزارة الثقافة.

تعتبر البناية نموذجا للهندسة المعمارية الإسبانية-الموريسكية، لها مدخلان : المدخل الرئيسي يتم انطلاقا من حي الزيتونة عبر درب الباشا، والمدخل الثاني عبر منزل صغير مجاور لها تابع لحي قاع الوردة.

المدرسة البوعنانية : أسسها السلطان المريني أبو الحسن، ثم أتمم بنائها ابنه أبو عنان حوالي 1345ه. حظيت أعمدتها و أبوابها بزخارف رائعة جدا، بما في ذلك من نقش كتابات و زخارف زهرية و هندسية على الخشب و الجبس و الزليج، لازالت لحد الآن تحتفظ ببهائها و عظمتها.

من الناحية الهندسية تحتوي البناية على قاعة للصلاة وساحة وأعمدة و محراب كلها غنية بزخارف كتابية منقوشة.

برج بلقاري : يعتبر برج بلقاري من بين المعالم التاريخية المهمة لمدينة مكناس، وقد بني في عهد السلطان المولى إسماعيل(1672-1727 )الذي في عهده شهدت المدينة أوج نموها المعماري والهندسي والحضاري.

ويشكل البرج جزءا من الأسوار الإسماعيلية التي يحيط بالمدينة، ونظرا لأهميته تقوم الوزارة بترميمه ورد الاعتبار إليه حتى يلعب دوره في التنمية الثقافية على المستوى المحلي وذلك باحتضانه لمتحف مولاي إسماعيل.

مناخها : تتميز مكناس بمناخ معتدل صيفا يميل الي البرودة في فصل الشتاء، وتمتاز بنواح جبلية رائعة أهمها إفران التي يلقبها السياح ب”سويسرا القارة الأفريقية” بسبب فيلاتها الجميلة ومناظرها الشبيهة بجبال “الألب” بثلوجها وأشجارها الباسقة، كما تحتوي على مركز تزلج في جبل مشليفن (2000متر) وهيري (1.600 متر) إضافة إلى مدينتي آزرو وخنيفرة المشهورتين بصناعتهما التقليدية العريقة وكونهما مركزين للصيد والقنص وبمناخهما الجبلي الصحي.

تقع هذه المدينة بمنطقة فلاحية خصبة، في ملتقى الطرق التجارية التي كانت تربط بين عدة جهات مما جعل منها منطقة عبور واستقرار منذ عهد قديم، خصوصا في العصر الوسيط حيث برز اسمها لأول مرة كحاضرة، ثم في العصر الحديث كعاصمة من أبرز العواصم التي لعبت دورا هاما في تاريخ الغرب الإسلامي…مع مجيئ المرابطين ازدهرت المدينة، وظهرت بعض الأحياء أهمها القصبة المرابطية “تاكرارت” كما شيدوا مسجد النجارين وأحاطوا المدينة بسور في نهاية عهدهم. ويعتبر الحي الذي لا زال يوجد قرب مسجد النجارين المشيد من طرف المرابطين أقدم أحياء المدينة. تحت حكم الموحدين عرفت المدينة ازدهارا عمرانيا حيث تم توسيع المسجد الكبير في عهد محمد الناصر(1199-1213م)، وتزويد المدينة بالماء بواسطة نظام متطور انطلاقا من عين “تاكما” لتلبية حاجيات الحمامات والمساجد والسقايات كما عرف هذا العهد ظهور أحياء جديدة مثل حي الحمام الجديد وحي سيدي أحمد بن خضرة. خلال العهد المريني شهدت المدينة استقرار عدد كبير من الأندلسيين قدموا إلى مكناس بعد سقوط أهم مراكز الأندلس. وقد شيد السلطان المريني أبو يوسف يعقوب (1269- 1286م) قصبة خارج المدبنة لم يصمد منها إلا المسجد المعروف بلالا عودة. كما عرفت مكناسة الزيتون بناء مدارس عتيقة كمدرسة فيلالة، والمدرسة البوعنانية ومدرسة العدول، ومساجد مثل مسجد التوتة ومسجد الزرقاء، وخزانة الجامع الكبير ومارستان الباب الجديد وحمام السويقة. في عهد الدولة العلوية، خاصة إبان فترة حكم السلطان المولى إسماعيل، استعادت المدينة مكانتها كعاصمة للدولة، بحيث عرفت أزهى فترات تاريخها. فقد شيدت بها بنايات ذات طابع ديني كمسجد باب البردعيين ومسجد الزيتونة ومسجد سيدي سعيد، وتوحي منارات هذه المساجد من خلال طريقة تزيينها بتأثير سعدي واضح. بالإضافة إلى القصور وبنايات أخرى هامة، فقد قام السلطان المولى إسماعيل بتشييد الدار الكبيرة فوق أنقاض القصبة المرينية وجزء من المدينة القديمة…كما أنه أنجز حدائق عديدة (البحراوية-السواني)، وإسطبلات للخيول ومخازن للحبوب وصهريج لتزويد الأحياء بالماء، وأحاط المدينة بسور تتخلله عدة أبراج عمرانية ضخمة وأبواب تاريخية كباب منصور وباب البردعيين…قرب هذه الأبواب أعدت عدة فنادق أو محطات لاستراحة القادمين من مناطق بعيدة، أما الأسواق فكانت منظمة وتعرف حسب نوع الحرفة أو الصناعة، مثل سوق النجارة وسوق الحدادة وغيرها. تتميز مدينة مكناس بشساعة مساحتها وتعدد مبانيها التاريخية وأسوارها حيث أحاطها المولى إسماعيل بأسوار تمتد على طول 40 كلم, تتخللها مجموعة من الأبواب العمرانية الضخمة والأبراج.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة