ذاكرة مكان ” بوابة التاريخ الاندلسي “
” الحلقة الأولى “
بقلم : مطريب بوشعيب
” الرباط “.. تقع علي ساحل المحيط الأطلسي في سهل منبسط فسيح، وعلي الضفة اليسري لمنصب نهر أبي الرقراق الذي يفصل المدينة عن “سلا” المدينة القديمة. أسسها الموحدون في أواخر القرن الثاني عشر، فقد بني فيها عبد المؤمن “رباط الفتح”، وهي الآن عاصمة المغرب.
عرفت المدينة خلال العهد الموحدي إشعاعًا حضارًا، حيث تم تحويل المدينة إلي قصبة محصنة في عهد عبد المؤمن الموحدي، لحماية جيوشه التي كانت تنطلق في عمليات جهادية نحو الأندلس. ..ورغم أن الرباط مدينة حديثة بلا تاريخ عميق، إلا أن بابي “الرواح” و”الأوداية”، اللذان يقعان في الجانب الغربي من سور المدينة، يعتبران من الإنجازات المتميزة للعصر الموحدي في أوج ازدهاره. والرباط تعتبر عاصمة ثقافية، وكذلك تعتبر مدينة المتاحف، فيها متحف الأوداية، وعلي الشاطئ متحف الفنون الشعبية، مقابل مجمع الصناعات التقليدية، حيث يمكن تأمل الحرفيين أثناء عملهم، وبها كذلك متحف الآثار القدية في المدينة الحديثة. ويقدم للزائر نماذج من القطع التي تعود إلي عصور ما قبل التاريخ، وأخري للعصور الإسلامية المتعاقبة، وتضم المدينة كذلك عددًا من المدارس المتخصصة في تكوين الأطر العليا، وبها جامعة محمد الخامس، ويوجد بها مسرح يعد من أكبر المسارح بالمغرب، وهو مسرح محمد الخامس. ..والرباط مدينة تعبق برائحة التاريخ العربي، ونكهته في كل زقاق وموقع أثري، وقد تحول البابان حاليا إلى صالات للمعارض الفنية خاصة الرسم، حيث يعرض برواقه أشهر الرسامين المغاربة والعالميين. ويتعيّن أيضا إبراز مكانة أنقاض مسجد حسان الضخمة التي تمتد على مساحة هكتارين ونصف، وقد بقي المسجد دون أن يكتمل إنجازه، أما مئذنته الشهيرة فلا تزال شاهدا حيا على أكبر مشروع عمراني قام به الموحدون. بجواره نجد ضريح الملك الراحل محمد الخامس والذي دفن به ابنه الملك الحسن الثاني…
والرباط تعتبر عاصمة عربية ثقافية هامة ، وتعتبر كذلك مدينة المتاحف، فيها متحف الأوداية، وعلي الشاطئ متحف الفنون الشعبية، مقابل مجمع الصناعات التقليدية، حيث يمكن تأمل الحرفيين أثناء عملهم، وبها كذلك متحف الآثار القدية في المدينة الحديثة. ويقدم للزائر نماذج من القطع التي تعود إلي عصور ما قبل التاريخ، وأخري للعصور الإسلامية المتعاقبة، وتضم المدينة كذلك عددًا من المدارس المتخصصة في تكوين الأطر العليا، وبها جامعة محمد الخامس، ويوجد بها مسرح يعد من أكبر المسارح بالمغرب، وهو مسرح محمد الخامس.
كانت الرباط مدينة مضيافة آوت الأندلسيين الذين لجأوا إليها بعد طردهم من إسبانيا، واستقروا فيها على موجات متلاحقة بين القرنين الثالث عشر والرابع عشر، وكانت تضم مهاجرين من شتى الأنحاء الأندلسية، وضمن الموجة الأخيرة وصل آلاف المهاجرين الذين طردوا بقرار من الملك فيليب الثالث في عام 1609م ، واستقروا في قصبة الأوداية وبنوا المدينة الحالية، ولايزالون يحتفظون ، بفنونهم وصنائعهم الرفيعة ، ولا تزال كنية بعض العائلات اليوم شاهدة على أصلها الأندلسي مثل، مُلين ( العائلة الأموية الأصل )، وتريدانو وبالامينو وبيرو وفينجيرو وبركاش ( أصلهم من نبلاء إسبانيا )، وبالافريج وبن عمرو ( العائلة الأنصارية الأصل ) وغيرهم من العائلات التي ملأت بقاع مدينة رباط الفتح…من أهم المعالم التي تطالع الزائر لدي دخوله الرباط ” صومعة حسان ” حيث يعد واحدا من أهم المباني التاريخية المتميزة بمدينة الرباط، شيد من طرف السلطان يعقوب المنصور الموحدي، كان يعتبر من أكبر المساجد في عهده. لكن هذا المشروع الطموح توقف بعد وفاته سنة 1199، حيث تعرض للاندثار بسبب الزلزال الذي ضربه سنة 1755م. وتشهد آثاره على مدى ضخامة البناية الأصلية للمسجد، حيث يصل طوله إلى 180 مترا وعرضه 140 مترا، كما تشهد الصومعة التي تعد إحدى الشقيقات الثلاث لصومعة الكتبية بمراكش ، والخيرالدا بإشبيلية على وجود المسجد وضخامته . هي مربعة الشكل تقف شامخة حيث يصل علوها 44 مترا، ولها مطلع داخلي ملتو، إذ يؤدي إلى أعلى الصومعة ويمر على ست غرف تشكل طبقات. وقد تزينت واجهاتها الأربع بزخارف ونقوش مختلفة على الحجر المنحوت؛ وذلك على النمط الأندلسي المغربي من القرن الثاني عشر.