رواية ” المرأة البامبارية ” باكورة أعمال الكاتب المغربي محمود أيت الحاج

admin21 يوليو 2024آخر تحديث :
رواية ” المرأة البامبارية ” باكورة أعمال الكاتب المغربي محمود أيت الحاج

أصداء مازغان : عبدالله مرجان 

رواية “المرأة البامبارية” باكورة أعمال الكاتب المغربي محمود أيت الحاج 

متن سردي يكشف واقع الحياة في مخيمات العار بتندوف وقضايا أخرى

أصدر مؤخرا الكاتب المغربي الأستاذ محمود آيت الحاج باكورة أعماله، وهو عمل روائي موسوم   ب “المرأة البامبارية”..

وتقع الرواية في 100 صفحة من الحجم المتوسط، وهي من منشورات غاليري الأدب لهذه السنة، وقد كتب تقديما لها الأستاذ مصطفى لغتيري، ومما جاء فيه” يتناول الكاتب محمود أيت الحاج موضوعا بالغ الأهمية، يلمس في العمق هموم الإنسان وأحلامه المشروعة من أجل اجتراح أفق أرحب، يتيح له ظروف العيش ضمن حياة أفضل، خاصة إذا كان يحيا في قارة جريحة، أضحت أيقونة عالمية للهجرة والمعاناة والاستغلال المزدوج، المرتكب حينا من أبناء جلدتها، وحينا آخر من القوى العالمية. إنها إفريقيا الحزن والألم والحلم المشرع على كل الاحتمالات الممكنة. 

ولا يكتفي الكاتب بذلك، بل يلمس كذلك جرحا غائرا في ذاكرة المغاربة والمغرب العربي عموما، جرح يأبى أن يندمل بفعل الأحقاد المتوارثة، التي حاولت أن تفتت وطنا وتلقي بجزء من مواطنيه في جحيم المخيمات في تندوف، حيث البؤس والأفق الحياتي المفقود.”.
وتبرز رواية “المرأة البامبارية” عدة ملامح لقضايا إنسانية ورمزية، وتطرح أسئلة لها علاقة بحقوق الإنسان، وعلى رأسها الحق في العيش وفي حياة كريمة، في مخيمات العار بتندوف.

وتطرق الكاتب في جزء مهم  من عمله الروائي هذا إلى قضية الصحراء المغربية من خلال التركيز على البعد الإنساني والوجداني، حيث تسرد الرواية تفاصيل حياة امرأة إفريقية من دولة مالي، تُجرد من هويتها البامبارية وتنسب لها هوية الصحراويين لتصبح من سكان جحيم مخيمات تندوف بالجزائر.

فضلا عن ذلك، تميط الرواية اللثام عن واقع العبودية والقهر والحرمان الذي يعاني منه المحتجزون منذ سنوات خلت في مخيمات تندوف التي تفتقر للحرية ولأبسط شروط العيش الكريم.

يتفاعل الكاتب في رواية “المرأة البامبارية” بين فضاءين مختلفين: فضاء الأدغال الإفريقية بدولة مالي حيث تعاني هذه المرأة ” ساراتو” من الإثنية . وفضاء مخيمات تندوف بالتراب الجزائري حيث ستجد ” ساراتو” نفسها ضمن سكان مخيمات تندوف بعد استغلالها من لدن تجار البشر ومبادلتها بالمواد الغذائية التي تتلاعب بها جبهة البولساريو الانفصالية.

يتجلى في الرواية واقع العبودية والقهر الذي يعانيه سكان تندوف، حيث يسلط الضوء على قضايا الاتجار بالبشر وتجنيد الأطفال وترحيلهم إلى دولتي كوبا وإسبانيا، ثم كشف  معاناة سكان المخيمات وتقديم صورة واضحة للتحديات الإنسانية الكبيرة بالمنطقة.

رواية ” المرأة البامبارية ” مختلفة في انتصارها لقضية المحتجزين في تندوف، وفي تعريتها لواقع الحال في هذه المخيمات، كما عرت عن واقع تجريد الأفارقة من هويتهم ونسبهم هوية الصحراويين لملء المخيمات بهم، باعتبار ذلك يشكل جانبا من الجوانب الكبرى التي تبنتها هذه الرواية، ونبهت إليها وإلى عدم إغفالها، لما لها من أهمية ومعنى، وخصوصا على مستوى إطلاع شعوب العالم على مختلف مظاهر المعاناة التي لا تزال فصولها متفاقمة وممتدة في مخيمات تندوف بالجزائر.

وفي تصريح لجريدة أصداء مازغان أكد الأستاذ محمود آيت الحاج مؤلف الرواية، بأنه حاول أن يكون واقعيا في هذا العمل، بقوله” اطلعت على الكثير من القضايا الخاصة بالصحراء المغربية وجبهة البوليساريو الانفصالية، بحكم اشتغالي على كتابة السيناريو في المجال الصحراوي. يعني هضمت كل ما يتعلق بموضوع الصحراء ورأيت كيف يمكنني أن أقدم هذا العمل بطريقة واضحة وواقعية ليتمكن عموم القراء من استيعاب مدى أهمية الأبعاد الإنسانية في مخيمات تندوف الجريحة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة