سور المغرب العظيم
بقلم : عزيز لعويسي
جلالة الملك محمد السادس، مد اليد في أكثر من خطاب، للنظام الجزائري، أملا في أن “ينعل الشيطان” ويعود إلى رشده، استحضارا لما يجمع البلدين الشقيقين الجارين من روابط الدين والأخوة والصداقة وحسن الجوار والتاريخ والمصير المشترك، وكلما مدت اليد الملكية بسخاء وصفاء، كلما قابلها هذا النظام الأرعن بالمزيد من ممارسات الحمق والجنون، وكلما أصر الملك على رفع راية المحبة والسلام والعيش المشترك، كلما أصر هؤلاء على طرق طبول العداء والعبث والتهديد والدسائس والفتن ما ظهر منها وما بطن؛
يد الملك الممدودة وإن لم تنجح في اقتحام قلعة العداء الخالد للمغرب ووحدته الترابية، فقد أفلحت بصمت وثقة وتبصر، في إحراج هذا النظام الفاقد لأدنى شروط المسؤولية والجدية والالتزام أمام العالم، واستطاعت بحكمة وسداد، تحميله أمام المنتظم الدولي والإفريقي على وجه الخصوص، مسؤولية احتضان الانفصال ورعاية الجريمة والتطرف والإرهاب، في سياق جيوسياسي إقليمي ودولي، موسوم بالتوتر والقلق والتوجس والاضطراب، يقتضي أكثر من أي وقت مضى، احترام وحدة وتماسك الدول، والتصدي الحازم، لكل مهددي الأمن والسلم الدوليين، ممن يقتاتون على أوهام الانفصال، ويثيرون فتن ونعرات التشرذم والتفرقة والشتات، كما صنع ويصنع هذا النظام الفاقد للبوصلة؛
نظام حاقد يحتضن داخل ترابه جماعة انفصالية تسبح في فلك الجريمة والتطرف والإرهاب، يهدد من خلالها وعبرها آناء الليل وأطراف النهار، وحدة وأمن واستقرار المغرب، ومستعد تمام الاستعداد لبيع الغالي والنفيس، للإبقاء على حبل العداء للمغرب قائما إلى أجل غير مسمى، والنظام التائه، الذي بلغ منزلة متقدمة من العداء، وصلت حد شن حملة جبانة، ضد المكتبات التي تبيع خرائط تتضمن خريطة رسمية للمغرب شاملة لكافة أراضيه، دون “الخط الوهمي” الذي يفصل المغرب عن صحرائه، هو باختصار نظام عدائي “صهيوني” عصي على الفهم والإدراك، أصيب بحالة متقدمة من الحمق والتيه والارتباك، ولم يعد ممكنا مسايرته في عبثه الذي لا ينتهي، ولا مقبولا مخاطبته بلغة العاقلين لأنه غير عاقل، ولا بخطاب الحكماء لأنه سفيه لا يرجى منه خيرا ولا أملا، ونرى حسب تقديرنا، أن الأوان قد آن، لبناء “سور مغربي عظيم” على غرار سور الصين العظيم، يفصل المغرب عن جيران “ميؤوس منهم” لم ولن ينفع معهم علاج ولا دواء، إلى أن يظهر في الجزائر الشقيقة، نظام حاكم “عاقل” و”مسؤول”، يقدر ضريبة الرهان على وهم الانفصال، ويعي معنى الأخوة ويدرك مفهوم حسن الجوار، ويفهم ماهية العيش المشترك والتعاون والازدهار والرخاء..