في عشق البحر تتناسل الأحاديث
بقلم : حميد شعيبي
1/لحظة صفاء أمامك يا بحر ترشح الذهن من شظايا وبقايا ذكريات،يصفو بموجك الذي لا يمل من التلاطم على الصخر خاطرا ملبدا بالضيق والأسى من مرارة التجارب،وتفتح بتجدد عبابك كوة قلب مكلوم على فسحة أمل..
إنك هبة ربانية لم ولن تطالها يد العبث و الاحتكار،
ترسم بمجانية و بدون تلكؤ فرحة الفؤاد و بسمة المحيا،
و إنْ كان ماؤك أجاج فإن مشهد موجك للصفاء تاج وإكليل من ياسمين و فل وريحان و كل أزهار العالم…
قد تقسو بهيجانك و تعكيرك لصفو البشر والنوارس لكن فضلك لا يمكن لأي كان تجاهله أو التنكر له ؛فأنت مبعث الحياة،منقذ الفقير ، ملهم الشاعر و لوحة تأمل الفيلسوف…
دعني أرتمي في حضنك أحاول سبر خباياك و أعماقك علي أفك طلاسم أغواري،فأنت و أغواري سيان .
فكن لي مختبرا أجري فيه مناولاتي علِّي أتصدى لأعماقي الغائرة التي وإن كانت مني فإني أجهلها ….
2/النضال يسري مسرى الدم
لا يستقيم إلا في حضرة اليم
النضال فيه بالنظر
و النظر ثم النظر
بين موجه
أصدح بشعارات
و أعلق انتظارت
أقارع عتوه
و أقاوم غلوه
أناجيه
يتفاعل في الحين
يجيب
و يستجيب
يُصَدِّر في النفس الرضا
و يداوي إذا الأمر اقتضى
لا يتلكأ
لا يسوف
لا يتعسف
آذانه وسِعت كل الأمكنة
تلتقط حتى التناهيد
له ضمير
ليس له نظير
تأمُّلي فيه لا يمل
و لحن طبطبته لا تكل
هو قمة المتعة
تنقشع بها العتمة
هو طوق نجاة
تتلاشى عنده الآهات
النضال فيه لا يذهب سدى
يلبي المطالب إلى أبعد مدى