“فَرّقْ تَسُدْ فَتَنْخُرْ”مذهب الضعفاء بقلم : حميد شعيبي 

admin1 أبريل 2022Last Update :
“فَرّقْ تَسُدْ فَتَنْخُرْ”مذهب الضعفاء بقلم : حميد شعيبي 

“فَرّقْ تَسُدْ فَتَنْخُرْ”مذهب الضعفاء

بقلم : حميد شعيبي

لطالما جنحت القوى التوسعية الكليانية إلى نهج سياسة شيطانية صرفة ،لاسيما عند مواجهة جيوب مقاومة صلبة يصعب مجابهتها بالقوة، فكان إلاّ أنْ تتبنى حيل الاندساس بين ثناياها بخلق هالات سامة بينها بما يحول دون اندماجها واتحادها ؛ فيسهل اختراق كُلِّها المتشظي والتحكم فيه….
وغالبا ما تكون هذه القوة الغاشمة وهنة لا تلوي إلا على حيل نفث سموم التفرقة وبث الدسائس والتآمر فيما يعرف بسياسة “فرق تسد”.
هذه السياسة الضاربة بجذورها منذ القدم تلفي فيها النفوس الضعيفة والخنوعة ، جادتها، في جنح الظلام ، لخلق الوقيعة بين عنصرين أو بين عناصر كثيرة يحدوها الانسجام والتناغم والمودة.
ولا شك أن “فرق تسد” تتغذى من معين الضغينة والبغضاء وإذكاء العداوة حتى يتأتى التسيد والاستمرار.
واليوم في مجتمعنا نجد أن هذه السياسة، الظاهرة الآفة، قد اتخذت منحىً مغايرا لتصير، وبنفس مبادئها ، متفشية في بعض المرافق التي يتكرس فيها التسلسل الهرمي في العمل ؛ إذ يروم فيها من يَعْتَدُّ بالسلطة، التسلط في عُرْفِهِ، والأحرى أن تكون قيادة، إلى خلق الوساوس والافتراءات والأكاذيب، وقص الكلام من سياقه ولزقه بسياق شيطاني فاتن، حتى يتسنى النفاذ المشيطن وبالتالي إجهاض كل وضعيات التناغم والانسجام.
فتصبح هذه السلطة الضعيفة ، المعولة على ثوابت التفريق والتثبيط ،حتى تسنح لها الفرصة لحجب نقط الضعف التي تعتريها ،وجها لوجه أمام مقاومة مشتتة.
ما أقبح أن يراهن المرء على هذه الاستراتيجية المقيتة إذكاءً للتفرقة وتحريضا على الفتنة التي لا يمكن إلا وصمها بالأعمال الشيطانية الدنسة والدنيئة !
وديننا يشجب بشدة هذا السلوك المشين معتبرا إياه عملا شيطانيا والعياذ بالله، ويمكن في هذا المضمار استحضار على سبيل المثال ، لا على سبيل التفصيل ، ذلك المنافق ، الوليد بن المغيرة، الذي لم يتورع في نهج سياسة فرق تسد، والذي فضحه القرآن الكريم في قول الله تعالى: “سنسمه على الخرطوم ” عندما يئس المسلمون من معرفة هويته؛إذ كان يكيل المكالين في القرآن الكريم، ففي حضرة المسلمين يمدحه بالقول:”إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، مغدق أسفله، وإنه ليعلو ولا يعلى….” وفي حضرة الكفار يذمه قائلا :”سحر يؤثر”….

“فرق تسد ” هي ضرب متقدم من النفاق الذي وجب التعجيل بالتخلي عنه لما فيه من تفاقمِ فتنةٍ وتفرقةٍ ، والتي فيها يتلبس الإنسان لبوس الشيطان الوسواس…
ناهج هذا النهج والمتمادي فيه موعود لا شك بالوحدة والغبن آجلا أم عاجلا.
نسأل الله الهداية وأن يردنا إليه ردا جميلا.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Breaking News