كرة القدم المغربية .. الذاكرة المنسية عزيز لعويسي

admin8 ديسمبر 2022آخر تحديث :
كرة القدم المغربية .. الذاكرة المنسية عزيز لعويسي

كرة القدم المغربية .. الذاكرة المنسية

بقلم : عزيز لعويسي

الملحمة الكروية التي نســج وينسج خيوطها أسود الأطلس في الملاعب القطرية في سياق منافسات كأس العالم قطر 2022، جعلت المنتخب الوطني المغربي يحطم كل الأرقام القياسية على المستويين العربي والإفريقي، باعتبــاره أول منتخب عربي يصل إلى مرحلة دور ربع نهاية كأس العالم، بعدما كان أول منتخب عربي وإفريقي يتجاوز دور المجموعات في مونديال مكسيكو 1986، وأول منتخب عربي إفريقي يحتل صدارة مجموعته في دور المجموعات بسبع نقط متقدما على مدارس كروية بارزة بوزن كرواتيا وبلجيكا وكندا، وأول منتخب عربي وإفريقي، قـوى أحلام وآمال العرب والأفارقة، في  التنافس على لقـب التظاهــرة الكروية الأكبر والأغلى في العالم بحجم كأس العالم.

وفي هذا الإطار، إذا كانت قلوب العاشقين المغاربة وعيون المحبين العرب والأفارقة، مشـدودة نحو “الحلم المغربي العربي الإفريقي”في مونديال العرب، مترقبة ملحمة أسود العرب وهم يقفون على بعد أمثار قليلة من محطة النهاية، نستغلها فرصة لنوجـه البوصلة كاملة نحــو “ذاكرة كرة القدم المغربية” التي تعيش حالة من النسيان، تحرم الأجيال المتعاقبة من  التعرف على أمجاد كرة القدم المغربية وتاريخها المشرق ونجومها البارزين، خاصة فيما يتعلق بتاريخ المشاركة المغربية في نهائيات كأس العالم وكأس إفريقيا للأمم، وما أنجبته الكرة المغربية من نجوم كروية، أبلت البــلاء الحسن في الملاعب الكروية الوطنية و الأوربية والإفريقية.

ونرى حسب تقديرنا، أن فرحة النصر ونشوة الإبداع الكروي في  المونديال القطــري، تفرض  طرق باب “الذاكرة الكروية المغربية”، التي تحضر تفاصيلها بين أرشيفات الإذاعة والتلفزة المغربية، وأرشيفات الجامعة الملكية لكرة القدم، وأرشيفات الأندية الوطنية، والأرشيفات الخاصة المتواجدة بحــوزة عدد من النجوم الكروية المغربية الذين لازالوا على قيد الحياة، أو بحوزة ذوي الحقوق بالنسبة لمن رحل منهم إلى دار البقــاء.

ولامناص اليوم، ونحن نعيش طقوس الحلم المغربي العربي الإفريقي في مونديال قطر، من  الالتفات إلى الأرشيفات المتعددة الزوايا التي توثق لذاكــرة  كرة القدم المغربية، والتي تتباين بين “الأرشيفات السمعية البصرية” و”الأرشيفات الورقية” و”الصور التذكارية”، و”بطاقات اللاعبين” و”الميداليات والكؤوس والجوائز”، و”الملابس” و”أرشيفات المونديال” وأرشيفات المشاركات في الكؤوس الإفريقية” و”أرشيفات كرة القدم النسوية”، و”أرشيفات الفوتسال” و”أرشيفات كرة القدم الشاطئية”، وغير ذلك من الأرشيفات التي تــؤرخ لتاريخ كرة القدم المغربية وتوثق لذاكرتها الجماعية.

وعبر هذا المقال، نوجه الدعــوة إلى كل الفاعلين في ” أرشيف كرة القدم المغربية” من “جامعة ملكية مغربية لكرة القدم” و”أندية وطنية” و”إذاعة وتلفزة” و”إعلام خاص” و”لاعبين ونجوم قدامى”…، من أجل ليس فقط، العناية بما يمسكونه من أرشيفات كروية داعمة للذاكرة الكروية الوطنية، بل والتحرك في اتجاه مد جســور التواصل مع  “أرشيف المغرب” باعتبارها المؤسسة الوطنية الحافظة  والحاضنة للتراث الأرشيفي الوطني بكل أشكاله وتمظهراته، لاتخـاذ ما يمكن اتخاذه مـن تدابيــر،  من أجل حفظ أمثل لهذه الأرشيفات، وحسن تثمينهـا، عبـر  تقديمها إلى عموم الجمهــور في شكل معارض موثقة لتاريخ كرة القدم المغربية وذاكرتها، من باب الإسهام الفردي والجماعي في صون الذاكرة الرياضية الجماعية، وجعل هذه الذاكرة في  صلب بناء الإنسان وفي قلب التنمية، باعتبار الرياضة عموما، وكرة القدم خصوصا، رافعة  من رافعات التنمية الشاملة.

ومن باب الاقتراح، نقترح ندوة حول موضوع “أرشيفات كرة القدم المغربية .. تراث وطني ومدخل تنموي”، تتوج بتوقيـع اتفاقيات شراكة من قبل الفاعلين في  الأرشيف الكروي المغربي، يمكن أن  تشكل “إطار عمل” قد يمهد الطريق في اتجاه خلق متحف وطني لكرة القدم المغربية، ومتاحف خاصة بالأندية الوطنية، وتنظيم معارض مشتركة تحت إشراف “أرشيف المغرب” يتحقق معها هدف “أرشيف القرب” في بعده الرياضي الكــروي، وغاية إعادة الاعتبار لذاكــرة كرة القدم الوطنية، التي تستحق أن تحيى بين الأجيال المتعاقبة، لا أن  تعيش قـدر النسـيان…

ونختم بتوجيه رسالة مفتوحة إلى نجوم كرة القدم المغربية عبر التاريخ أو ذوي الحقوق، ممن يحتفظون بأرشيفات كروية خاصة، أن يستحضروا الواجب الوطني، ويقدروا أهمية ودور ما يوجد تحت تصرفهم، من أرشيفات كروية، في صون ذاكرة كرة القدم المغربية، ومن باب المواطنة والمسؤولية الفردية والجماعية في صون التراث الأرشيفي الوطني، من واجبهم ربط جسور التواصل مع “أرشيف المغرب”، لائتمانها على أرشيفاتهم الخاصة، فلن يجدوا لأرشيفاتهم “أياد أمينة” و”أحضان دافئة” و”قلوب رحيمة” غيرها.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة