مخربون بقلم :  عزيز لعويسي

admin29 أبريل 2025آخر تحديث :
مخربون بقلم :  عزيز لعويسي

مخربون

بقلم :  عزيز لعويسي

الذين خرجوا إلى الشوارع، تحت يافطة “نصرة فلسطين” والتنديد بالتطبيع، مرددين شعارات راديكالية ضد الدولة والرموز والمؤسسات، مهددين بتصرفاتهم العنترية المتبصرة، المصالح الاقتصادية والاستراتيجية للدولة، محدثين حالة من الفوضى والاضطراب، شكلت مساسا واضحا، بالنظام العام والأمن القومي المغربي، دون مراعاة  لا للمصالح العليا للوطن، ولا للظرفية الحساسة التي تمر منها قضية الوحدة الترابية للمملكة، ولا تقدير ما أقدموا عليه من “تبرهيش”، في زرع بذور الفتنة والقبلية والطائفية والعنصرية، خدمة لما يتطلع إليه الخصوم والأعداء …

الذين جعلوا من الدين والقومية ونصرة فلسطين، وسائل وضيعة للضغط والابتزاز والشحن والتجييش والاستقطاب، سعيا وراء تحقيق مصالح سياسوية ضيقة، دون مراعـــــاة للمصالح العليا للوطن، ودون تقدير ما لخطاب العنتريات والولاء للجماعة والحزب والحركة …، من دور في إثارة نعــرات القبلية والطائفية والتشرذم والصدام، في سياق جيوسياسي إقليمي ودولي، يفرض الولاء للوطن أولا وأخيرا، والإجماع اللامشروط حول الثوابت الجامعة للأمة، استحضارا للتحديات المرتبطة بقضية الوحدة الترابية للمملكة، واعتبارا لما يتطلع إليه المغرب من  إقلاع تنموي وإشعاع دولي وريادة قارية، تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس…

الذين عاثوا في منشآت وتجهيزات المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، تكسيرا وتخريبا وتعييبا، أياما قليلة بعد افتتاحـه، في لحظة تسيب وتهور واندفاع، دون أن يستحضروا حجم الميزانية الضخمة التي وظفت لإصلاحه وتأهيله، استعداد للاستحقاقات الكروية القادمة، ودون أن يقدروا حجم المجهود الذي قامت به اليد العاملة المغربية، من مهندسين وأطر وعمال ومياومين، حتى تظهر هذه المعلمة الكروية الوطنية، في حلة جديدة، تليق بتاريخها ومجدهـا الكروي ، وقبل هذا وذاك، دون أن يستوعبوا ما لتصرفاتهم القبيحة، من إساءة لصورة البلاد، في لحظة غير مسبوقة، تعيش فيها الكرة المغربية أزهى فتراتها… الذين يعبثون بالممتلكات العامة والخاصة في لحظات التهور والاندفـــاع، أو يكرسون بتصرفاتهم الإجرامية، الإحســاس الفردي والجماعي بانعدام الأمن …

الذين يتوارون عن الأنظار، لما تقتضي الحــاجة الخروج إلى الشوارع تضامنا مع القضايا الوطنية، وفي طليعتها قضية الوحدة الترابية للمملكة، ويكتفون بلعب دور الكومبارس، في ظل ما حققته وتحققه الدبلوماسية المغربية من مكاسب داعمة للوحدة الترابية، ودافعة في اتجاه تقوية القدرات الاقتصادية والتنموية، ولا يتــرددون في اجتياح الشوارع، تحت يافطة “نصرة فلسطين” و”التنديد بالتطبيع” .. الذين لا يجدون حرجا في الولاء للجماعة والحركة والحزب …، ولا حياء في ترديد شعارات راديكالية، ورفع صور ورموز مشرقية، دون اعتبــار للثوابت الجامعة للأمة .. الذيـــن حولوا السياسة إلى وسيلة وضيعة للصعود والارتقاء على أكتاف الوطن .. الذين يعيثون في الأرض فسادا وجشعا وطمعا وعبثا وتفاهة وسخافة .. الذين يروجـون بقصد أو بدونه، لخطاب التيئيس والتبخيـس والعدمية، ويعرقلون عجلة البنـــــاء والنماء، ويكرسون بممارساتهم اللامسؤولة، الإحسـاس الفردي والجماعي بفقدان الثقة في الدولة والقانون والمؤسسات .. الذين لا يتحملون واجباتهم أمام الوطن .. كلهم باختصار”مخربون للوطن”، وشركاء حقيقيين في الجريمة”.. مهما اخلتف وسيلة التخريب وأداة الجريمة …

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة