أصداء مازغان : المراسل
في عملية أمنية نوعية لم تشهد لها مدينة آسفي مثيلاً منذ الاستقلال، تمكنت عناصر الأمن الإقليمي بالتعاون مع الفرقة الوطنية للشرطة القضائية القادمة من الدار البيضاء، من إحباط عملية تهريب كبيرة داخل الميناء الجديد. العملية، التي نُفذت في الساعات المتأخرة من ليلة أمس، أسفرت عن ضبط 8 أطنان من مخدر الحشيش، إضافة إلى 60 برميلًا من الوقود (البنزين) كان معدًا للاستخدام في التهريب.
بدأت العملية الهوليودية، التي شهدت احترافية عالية من رجال الأمن، في الساعة 9:30 مساءً واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم، حيث استمر الوزن الدقيق للمخدرات حتى الخامسة صباحًا. وجاءت هذه المداهمة نتيجة لتنسيق أمني محكم وسري بين رئيس الأمن الإقليمي بأسفي وعناصر الفرقة الوطنية، والتي كانت تتابع نشاط الشبكة منذ أكثر من أسبوع.
في الوقت الحالي، تم اعتقال 21 شخصًا يشتبه في تورطهم في هذه الشبكة، وجميعهم يعملون داخل الميناء الجديد بطريق الصويرية القديمة. ولا تزال التحقيقات مستمرة، حيث من المتوقع أن تسفر عن توقيف المزيد من المتورطين.
أثارت العملية تساؤلات من بعض المتابعين حول سبب عدم توقيف الشاحنة المحملة بالمخدرات في وقت سابق. غير أن المصدر الأمني أشار إلى أن تأخير التدخل كان ضمن خطة مدروسة لضمان توقيف أكبر عدد من المتورطين، حيث تم تشبيه العملية بـ”صيد السمك”: كلما انتظرت الشبكة في البحر، كانت الغنيمة أكبر.
الفرقة الوطنية قامت بنقل المعتقلين إلى الدار البيضاء لاستكمال التحقيقات، ومن المتوقع أن يتم تحويل الكمية المضبوطة إلى المديرية العامة للجمارك فور انتهاء التحقيقات خلال اليومين المقبلين.
هذه العملية النوعية، التي لقيت إشادة من المتابعين، تُعتبر إنجازًا كبيرًا لولاية أمن آسفي، والتي وُصفت بأنها لم تشهد عملية مماثلة في تاريخها.