أصداء مازغان : المصطفى كيتو
احتضنت القاعة الحمراء للندوات، برحاب كلية اللغات والآداب والفنون بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، يوم الخميس 18/07/2024، ابتداء من الساعة العاشرة صباحا إلى حدود الثالثة بعد الزوال، مناقشة أطروحة دكتوراه في الأدب، بعنوان: “بلاغة الخطاب السمعي البصري/ دراسة سيميائية للخطاب السينمائي المغربي”، أعدها الباحث والفنان التشكيلي المصطفى كيتو، وذلك أمام لجنة علمية مكونة من السادة الأساتذة :
ذ.عبد المجيد شكير (رئيسا ومقررا)
ذ.إدريس الذهبي (مقرر)
ذ.عبد العزيز مناضل (مقررا)
ذ.مولاي عبد المالك الداودي (فاحصا)
ذ.حمادي كيروم (فاحصا وخبيرا)
ذ.محسن محوش (فاحصا)
ذ.هشام بن الهاشمي (مشرفا ثانيا)
ذ.امحمد واحميد (مشرفا أولا)
بعدما استهل السيد الرئيس الجلسة محييا وشاكرا ومرحبا ومعلنا على انطلاق فعاليات المناقشة، قدم الباحث المصطفى كيتو تقريره، موضحا ومدافعا عن أطروحته، التي تنتطلق من إشكالية: كيفية حمل الخطاب السينمائي المغربي للقيم الثقافية والاجتماعية من جيل إلى جيل في إطار الديمومة، طارحا مجموعة من الفروض في مجملها تسائل مصطلحات ومفاهيم اللغة السينمائية واللغة السيميائية، مذكرا بأهمية الخطاب السمعي البصري في الوقت الراهن، مؤكدا على بلاغته في التأثير على المتلقي.
استحضر بعجالة الإطار النظري الذي متح منه أدوات مقاربته السيميائية، وذكر شارل سندرس بورس وتقسيماته للعلامة الموضوع ويلمسليف وتلميذه رولان بارث وبلاغته للصورة ومجموعة ” مو ” البلجيكية وأومبيرتو إيكو ومجهودات كريستيان ميتز وتقسيمات جولي مارتين وجيرار دولادال وجيل دولوز وجاك أمون وميشال ماري وسعيد بنكراد وغيرهم مما أبان على صلابة العدة النظرية التي حاول تطبيقها على المتون الفيلمية المنتقاة بعناية وبذوق فني.
أكد الباحث على أهمية السيميائيات بصفتها بلاغة خاصة ضمن بلاغة موسعة تشمل الحجاج والتداول والتخييل ، وأن الخطاب السينمائي المغربي المتناول خاصة يعج بذلك ، وعزز قوله بمدخل حول الصورة السينمائية بين البلاغة ببعض محسناتها والسيميائيات ببعض تقسيماتها. أشار أيضا إلى أهمية مفهوم التكوين بعناصره وقواعده في الصورة السينمائية على اعتبار أنها لوحة أو إطار متحرك .
كما ركز على مفهومي التقرير ( dénotation ) والإيحاء ( connotation ) اللذين رأى فيهما سلاحا فعالا لمطاردة المعنى من الوصف إلى التحليل وإمكانيات التأويل ، وقد ذكر بأهمية الفصول الثلاثة الأخيرة من بين الخمسة لأطروحته ، التي تجلت فيها شطارته المقارباتية وبرعت فيها ذاته الفنية بين التقطيع التقني للأفلام الثلاثة وجرد الإطارات لإخضاعها للتحليل والتأويل ، موظفا الشدرة النقدية، محافظا على لغته السينمائية والسيميائية ، مبتعدا عن الإنشائية وأحكام القيمة اللهم في بعض الفلتات .
ختم تقريره بالدفاع عن الخطاب السينمائي المغربي من خلال هذه التجارب الثلاث، التي حاول فيها التغطية على مسار سينمائي مغربي يمتد من نهاية السبعينات(بداية السينما المغربية المستقلة) مرورا بالتسعينات إلى يومنا هذا.
بعد ذلك أخذ المشرفان كل واحد بدوره الكلمة، ليشيدا بأهمية بحث الأطروحة وبجدية الباحث والتنويه بأخلاقه وانضباطه البحثي، بعدهما تناول بقية أعضاء اللجنة العلمية الكلمة، مشيدين بالمجهود البحثي للباحث وبراهنية موضوع أطروحته وجدته وإضافته القيمة، موجهين إليه بعض الملاحظات العلمية للزيادة من حسنات وجودة البحث .
وبعد المداولات ، قررت اللجنة العلمية الإعلان على نجاح الباحث، مانحة إياه شهادة الدكتوراه، بميزة مشرف جدا، مع التنويه بالعمل المقدم .
وكما يجدر بالذكر، أن القاعة الحمراء للندوات هاته بكلية اللغات والآداب والفنون، عرفت حضورالكثير من الباحثين والمهتمين بالخطاب السمعي البصري خاصة وبالنقد الأدبي بصفة عامة.