من أجل يوم عالمي للرجل
بقلم : عزيز لعويسي
تحتفي بلدان العالم قاطبة، باليوم العالمي للمرأة الذي يصادف يومه الأربعاء 8 مارس الجاري، وهي مناسبة، تفرض الوقوف وقفة احترام وتقدير وإجلال، اعترافا بما تقدمه المرأة من تضحيات جسام داخل مؤسسة الأسرة، وما تضطلع به من أدوار تربوية واجتماعية واقتصادية وسياسية، تجعل منها محاربا حقيقيا في معركة البناء والتشييد والنماء؛
وإذا كان الاحتفاء بهذا اليوم العالمي سنة محمودة، لتكريم المرأة عبر العالم والاعتراف بمكانتها الرفيعة داخل المجتمعات، فهي في ذات الآن، فرصة سنوية، للتذكير أن المرأة هي أكبر من يوم عالمي عابر، وأكبر من احتفاء مناسباتي، لأنها الأسبوع والشهر والسنة بأكملها؛ هي عمود المجتمع وضابط إيقاعه وعنوان بهائه وإشعاعه، استحضارا لما تتحمله من أعباء دخل مؤسسة الأسرة؛
وبقدر ما نثمن أية مبادرة تروم الاحتفاء بالمرأة وتكريمها في عيدها العالمي، بقدر ما نرى حسب تقديرنا، أن طريق الاحتفاء والتكريم، تمر قطعا عبر انتشال المرأة من أوحال البؤس والفقر والإقصاء، وتمكينها وتمكين أبنائها، من الحق في التعليم الناجع والفعال والصحة والشغل الحافظ للكرامة والأنشطة المدرة للدخل، والسكن القار واللائق، ونقصد في هذا الصدد، المرأة القروية، المرابطة في الجبال والقرى النائية والدواوير المعزولة، والمرأة الحضرية التي تلتحف الهشاشة والبؤس وتفترش التهميش والإقصاء، سواء كربة بيت، أو عاملة منزلية أو عاملة نظافة…، أو متسولة أو متشردة بالشارع العام …إلخ. ونرى أنه من العبث، أن يتم تكريم المرأة والاعتراف بها يوما في السنة، بينما يتم وضعها خارج التغطية طيلة سنة بأكملها؛
ومن باب العدالة والإنصاف وتكافؤ الفرص ومن مدخل مقاربة النوع، واستحضارا لما باتت تتحمله المرأة من مناصب ومسؤوليات في الحكومة والبرلمان والإدارة والطب والتمريض والقضاء والشرطة والجمارك والجيش والجامعة وغيرها، واعتبارا للوزر الذي يتحمله الرجل داخل الأسرة، خاصة على مستوى تحمل أعباء ومتطلبات العيش، بات من الضروري، تخصيص يوم عالمي للرجل على غرار اليوم العالمي للمرأة، من باب التكريم والتقدير والاعتراف بأدواره المتعددة الزوايا داخل الأسرة والمجتمع على حد سواء؛
وما يجعل هذا اليوم العالمي ضرورة ملحة، ما بات يعانيه الكثير من الرجال عبر العالم، من مشكلات اجتماعية واقتصادية، بسبب محدودية الدخل أو البطالة، وصعوبات العيش، نتيجة الارتفاع المهول في الأسعار…، أو بسبب ضغط العمل أو التضييق على الحقوق والحريات النقابية، ومن محن ومتاعب أسرية، بسبب سوء المعاملة داخل البيت، في الحالات التي ترتقي فيها المرأة/الزوجة في مدارج التسلط والقهر والاستبداد…، ونرى أن إقرار يوم عالمي من هذ القبيل، لن يكون إلا تكريما للرجل واعترافا بدوره الحيوي الذي لايمكن البتة الاختلاف بشأنه، داخل المجتمع؛
وفي انتظار أن يحظى الرجل بيوم عالمي على غرار المرأة، لا مناص من التأكيد أن المرأة هي نصف المجتمع، ونصفه الثاني هو الرجل، ومن غير اللائق ترجيح كفة طرف على كفة طرف آخر، فكلاهما يستحقان التكريم والتقدير والتثمين والاعتراف، لأنهما “عمودان مركزيان” في خيمة المجتمع، وبدونهما تتوقف عجلة البناء والنماء والبهاء. ونأمل في خاتمة هذا المقال، أن ينال الرجل حقه من كعكة الاحتفاء والتكريم، ففي الاحتفاء به وتكريمه، احتفاء بالمرأة وتكريم للأسرة التي تبقى نواة المجتمع الأولى؛
ونختم المقال، بتوجيه عبارات التهاني والأماني لنساء المغرب على غرار بقية نساء العالم، والتنويــه بكل امرأة حرة وشريفة، تحترق كالشمعة، لتنير الطريق، وترسم خارطة الأحلام والآمال بمداد التضحية والشرف والشموخ والعنفوان ..