وداعا مصطفى الزعري …مبدع آخر رحل … بقلم : محمد أبوسهل

admin8 ديسمبر 2024آخر تحديث :
وداعا مصطفى الزعري …مبدع آخر رحل … بقلم : محمد أبوسهل

وداعا مصطفى الزعري …..
مبدع آخر رحل …..

بقلم : محمد ابوسهل

لبى مصطفى الزعري نداء ربه و غادر إلى دار البقاء بعد صراع مرير مع المرض، وفي الفاجعة مبدع إخر من الرواد قضى ، ترجل عن صهوة الحياة وسلم الروح لباريها بعد أيام ، دخل المصحة راجلا و غادره في كفن ….
السي مصطفى جمال الدين المعروف فنيا ب الزعري نسبة إلى جذور عائلته من قبيلة زعير – الرماني …رأى النور سنة 1938 في درب الصوفي بالمدينة القديمة في الدار البيضاء ، وعاش الطفولة في حي فندق البشير بدرب السلطان ، وعاش اليتم في سن الثالثة تند وفاة والده ، وترعرع في وسط شعبي أصيل و في نهاية الخمسينيات إلتحق بقطاع التعليم موظفا في منطقة بني ملال ثم غير المسار لعشقه لاشكال الفرجة ، وأجناس الفنون ودفعه شغفه إلى معهد المسرح ثم النشاط المسرحي في فرق رائدة لمسرحيين كبار : الطيب لعلج – الطيب الصديقي – عبد العظيم الشناوي – عبد القادر البدوي … وسجل الحضور ميدانيا بقوة الموهبة والذكاء
في التشخيص و التمثيل في المسرح والتلفزيون والسينما ، وطور خبرات بتجارب كبيرة جعلته يقدم خدمات في تنظيم التظاهرات وإنتاج الأعمال مع عماقة الفن المغربي الأصيل من جيله :الطيب الصديقي -الطيب لعلج – عبد القادر وعبد الرزاق البدوي – محمد مجد – محمد مفتاح – ثريا جبران – مصطفى داسوكين – نعيمة إلياس – – الشعيبية العذراوي – زهور السيليماني – فريدة بورقية- سعاد صابر – حسن فولان – صلاح الدين بنموسى – احمد الصعري – محمد الخلفي – نعيمة إلياس – رشيدة مشنوع – نعيمة بوحمالة – ميلود الحبشي – خاتمة العلوي – عزيز الضيفي و غيرهم ….
ونذكر حضوره في عروض فنية تاريخية : الجيلالي ترافولتا – بنت الخراز – النواقسية – حلوف كرموس – ستة من ستين – سعدي ب صحابي – مسلسل أولادي مع المنتج أحمد بوعروة والمخرجة جميلة البرجي وفي هذا العمل الفني جسد نمودج الفنان الرائد الذي عبر مسارا طويلا ويحافظ على قيمه المهنية والإنسانية والإحترافية بالإنضباط وإحترام رفاقه في العمل من مختلف الأجيال ….وكانت ل السي مصطفى لمسته بالصوت والملامح وجودة التعبير وأسلوبه التفاعلي في مواقف التمثيل ، وبصم المسار في الفريق وفي الثنائي مع رفيقه داسوكين منذ أن إلتقيا في الشغل في مجال التأطير التربوي ب دار الأطفال عين الشق ، ومجحا معا في إنتاج فن شعبي مغربي ساخر نقلا فيه صورا ومشاهد وحالات في المجتمع إلى خشبة المسرح و التلفزيون بالضحك الموجع و الترفيه الجميل ….ومن مكر الصدف ان مصطفى الزعري يفارق الحياة بعد 150 يوم فقط عن رحيل رفيقه مصطفى داسوكين ، ويدفن بالقرب منه !!!
وتميز السي مصطفى بالغيرة والدفاع عن الفن مناضلا وساهم في إحداث النقابة الوطنية لمحترفي المسرح و أطر اجيالا ….
وإهتم السي مصطفى الزعري بالإبداع في الفن والرياضة وخاصة كرة القدم وتفاعل مع الإنتاجات في اليومي ، وفي لحظات تواصلنا كم كان الرجل سعيدا والمغرب ينجح في كسب شرف تنظيم كأس العالم2030 مع إسبانيا و البرتغال و إحتضان كأس إفريقيا 2025 وكرتنا تبلغ دور النصف في المونديال و تحرز نحاسية الألعاب الأولمبية ، وتتوهج المرأة في فضاءات الكرة….وكم كانت ل السي مصطفى متابعة خاصة لمختلف المنافسات الرياضية وقراءته الذكية للنتائج سلبية وإيجابية بتعليقاته الفنية الساخرة المنبثقة عن وطنيته الجامحة ….
السي مصطفى أحب الوداد وإعتز بساره، وإحترم الرجاء والأندية المنافسة و كان صديقا ل مصطفى البيتشو – محمد عبد العليم بينيني – العربي احرضان – امحمد فاخر – عزيز بودربالة – أحمد مجاهد – أحمد حارس المرمى – العربي احرضان – فخر الدين…..وإرتبط أكثر رفقة مصطفى داسوكين بمصطفى شكري البيتشو وساهم في إقناعه بالإنتقال إلى الإحتراف بالدوري السعودي عندما إختاره المدرب الراحل – الزميل الصحفي أحمد صبري لينقله إلى نادي الوحدة السعودي ويلعب هناك إلى جانب عبد اللطيف بكار ….البيتشو لم يكن متحمسا للعرض وأصر السي مصطفى الزعري على إقناعه ونجح في ذلك …وإحترف البيتشو الكرة في السعودية و وافاه الأجل المحتوم هناك و نقل جثمانه إلى الدار البيضاء حيث دفن في مقبرة الشهداء …..ويذكر السي مصطفى بإستمرار لاعبي المغرب الفاسي عبد العالي الزهراوي و أحمد ليمان وما قاما به إتجاهه عندما تعرض لحادثة سير خطيرة في الطريق بين مكناس والخميسات سنة 1982 وهنا في جولة فنية ….أصيب الرجلان الزعري وداسوكين بكسور ورقدا في مستشفى بمكناس وظل الزهراوي وليمان يتنقلان من فاس يوميا لمؤازرتهما وعند مغادرة المصحة برمجا لهما فترة راحة مدتها عشرة أيام بمنتجع في فاس ….
السي مصطفى ، تغادر ، ومدار الإبداع في حاجة إليك ممثلا مؤطرا ، وحريصا ….
نبكيك بحسرة و لا نقول إلا ما يرضي الله ….
السي مصطفى من نعزي فيك … عائلة جمال الدين – الزعري -…الزوجة الفاضلة الفنانة رشيدة مشنوع ، أبناءك … صديقنا هشام السينيمائي …زميلنا إيهاب المصور الصحفي …وإخوتهم…..نعزي فيك زملاءك ورفاقك في مسالك ودروب الفن …..نعزي فيك جماهيرك في الوطن وخارجه ممن إكتووا بفقدانك ….عزاؤنا واحد …لله ما أعطى ولله ما أخد ….
السي مصطفى …. عشت فريد زمانك .. عاشق الإبداع الراقي في الفن و الرياصة….
وداعا …لن ننساك ….

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة